جريدة العاصمة
تواجه ساكنة حي النسيم بمنطقة المسيرة، التابعة لمقاطعة زواغة بمدينة فاس، كارثة بيئية وشيكة تهدد صحتهم العامة، وذلك جراء الأدخنة السامة المتصاعدة باستمرار من مطرح عشوائي للنفايات يشتعل بشكل متكرر في المنطقة الصناعية القريبة من الملحقة الإدارية الفرح. هذه الأدخنة الخانقة، المحملة بالمواد الضارة، باتت تشكل كابوسًا يوميًا للسكان، ولا سيما الفئات الأكثر ضعفًا مثل الأطفال، كبار السن، ومرضى الجهاز التنفسي الذين يعانون تدهورًا مستمرًا في حالتهم الصحية.
ورغم المناشدات المتكررة والشكاوى العديدة التي رفعها الساكنة إلى الجهات المسؤولة، فإن الوضع يزداد سوءًا يومًا بعد يوم. يبدو أن صرخات الاستغاثة هذه قد قوبلت بصمت مطبق من قبل المجلس المنتخب و السلطات المحلية ومصالح البيئة المعنية، التي لم تحرك ساكنًا لاتخاذ إجراءات فعالة لوقف هذا التلوث الخطير، هذا التقاعس يثير تساؤلات حول مدى التزام هذه الجهات بضمان حق المواطنين في بيئة صحية وآمنة.
إن استمرار هذا الوضع الكارثي ينذر بعواقب وخيمة على المدى الطويل، ليس فقط على صحة الساكنة، بل كذلك على جودة الحياة بشكل عام في هذا الحي. تبقى الكرة في ملعب السلطات المعنية لوضع حد فوري لهذه المأساة البيئية، واتخاذ التدابير اللازمة لمعالجة هذا المطرح العشوائي بشكل جذري، وتوفير حلول مستدامة لضمان سلامة وصحة قاطني حي النسيم. فهل تستجيب السلطات قبل فوات الأوان؟
