جريدة العاصمة
يتجدد المشهد المألوف والمؤلم لساكنة إقليم تاونات مع اقتراب كل مناسبة دينية، حيث تتحول عملية التنقل بين فاس وتاونات إلى معاناة حقيقية وسباق محموم للحصول على سيارة أجرة، ومع شبه انعدام هذه الخدمة الأساسية، يرتفع سعر تذكرة النقل بشكل خيالي وغير مسبوق، مستغلاً حاجة المواطنين الملحة للوصول إلى ذويهم وقضاء العيد في مسقط رأسهم، هذا الوضع المزري يلقي بظلاله على فرحة العيد، محولاً إياها إلى كابوس يتسم بالانتظار لساعات طويلة والاستغلال الصارخ.
في هذا السياق تساءلت فعاليات مدنية حول غياب الرقابة والحلول الجذرية لهذه الأزمة المتكررة التي تثقل كاهل المواطنين، ففي ظل الارتفاع الصاروخي لأسعار النقل، والذي يصل أحيانًا إلى أضعاف الثمن العادي، يجد المئات من أبناء المنطقة أنفسهم أمام خيارين أحلاهما مر: إما دفع مبالغ باهظة تستنزف ميزانيتهم المحدودة، أو التخلي عن فكرة السفر والاجتماع بالعائلة في هذه الأيام المباركة، هذا الوضع ينم عن استغلال فاضح لحاجة المواطنين، ويكشف عن غياب آليات فعالة لضمان انسيابية حركة النقل بأسعار معقولة خلال فترات الذروة.
—
أمام هذا الاستغلال المتكرر الذي أضحى “سيناريو” يتكرر مع كل مناسبة، تتساءل ساكنة تاونات متى ستتدخل الجهات المعنية لوضع حد لهذه الظاهرة السلبية التي تستنزف جيوبهم وتزيد من معاناتهم، فالحد من هذه الممارسات الاستغلالية يتطلب إجراءات حازمة وتخطيطًا مسبقًا لتعزيز أسطول النقل خلال الأعياد الدينية، وتفعيل آليات المراقبة الصارمة لضمان احترام الأسعار القانونية، بما يضمن للمواطنين حقهم في التنقل الكريم والآمن دون التعرض للاستغلال.