ميدلت..سطو على كنوز التراث الجيولوجي بالمغرب.. عصابة تسرق آثاراً فريدة في الإقليم

تم النشر بتاريخ 23 أبريل 2025 على الساعة 14:05
جريدة العاصمة
اهتز الوسط العلمي والأثري في المغرب على وقع جريمة نكراء استهدفت موقعاً جيولوجياً بالغ الأهمية يقع بين مدينتي ميدلت وميبلادن. فقد تعرض الموقع، الذي يضم آثاراً متحجرة نادرة لأقدام وأيادي البتيروزورات وديناصورات، لعملية سرقة وتخريب ممنهجة، حيث قامت عصابة مجهولة بقطع الصخرة الحاملة لهذه الآثار الفريدة والاستيلاء عليها بالكامل.
هذا الاكتشاف الصادم جاء بعد أشهر قليلة من دراسة مستفيضة أجراها فريق علمي دولي بقيادة الأستاذ فيليكس-بيريز لورينتي من جامعة لاريوخا الإسبانية، بالتعاون مع باحثين مغاربة من بينهم زميل من جامعة مكناس. وقد قام الفريق خلال مهمته الميدانية في أكتوبر 2024 بتوثيق الموقع بدقة عالية، شملت قياسات مفصلة وصوراً فوتوغرافية بهدف إعداد خريطة ثلاثية الأبعاد للسطح الحامل للآثار.
ويُعد هذا الموقع من المواقع الاستثنائية على الصعيد العالمي، نظراً لندرّة آثار البتيروزورات التي يحتضنها. وقد عبّر أعضاء الفريق العلمي عن صدمتهم وحزنهم العميقين إزاء هذا العمل الإجرامي الذي يمحو جزءاً لا يُقدر بثمن من تاريخ الأرض.
وأكد أحد أعضاء الفريق أن “هذا الموقع يمثل كنزاً علمياً فريداً، وفقدانه يمثل خسارة فادحة ليس فقط للمغرب، بل للتراث العلمي العالمي”. وأضاف قائلاً: “لقد بذلنا جهوداً كبيرة لتوثيق هذه الآثار، وكنا نأمل في نشر نتائج أبحاثنا قريباً، لكن للأسف، طمع الجناة حال دون ذلك”.
وتشير أصابع الاتهام إلى تجار المستحاثات الذين يستغلون الثراء الجيولوجي للمغرب ويسعون إلى تحقيق أرباح غير مشروعة من خلال سرقة وبيع هذه الكنوز التاريخية.
وقد دق هذا الحادث ناقوس الخطر، مُسلطاً الضوء على هشاشة التراث الجيولوجي والأثري في المغرب وضرورة اتخاذ إجراءات عاجلة لحمايته. وشدد الباحثون على ضرورة قيام السلطات المغربية بـ:
– وضع جرد وطني شامل للمواقع الجيولوجية والأثرية.
-تحديد المواقع التي تتطلب حماية ميدانية فورية من خلال التسييج والتأمين والمراقبة المستمرة.
-تفعيل القوانين وتشديد العقوبات على المتورطين في سرقة وتخريب التراث.
– توعية المواطنين بأهمية هذا التراث وضرورة الحفاظ عليه.
إن ضياع هذا الموقع الأثري القيّم يمثل خسارة لا تُعوض، ويُعد بمثابة دعوة مُلحة للمغرب لاتخاذ خطوات حاسمة لحماية ما تبقى من كنوزه الطبيعية والتاريخية للأجيال القادمة.