الطريق من الينبوع إلى le bourgeois “تفاصيل الحكاية” وأشياء أخرى..

تم النشر بتاريخ 30 أبريل 2023 على الساعة 22:40

إفتتاحية جريدة العاصمة

ظهرت جريدة العاصمة إلى الوجود منذ إصدارها الأول قبل أسبوعين، بجرأة غير معهودة في المشهد الإعلامي، بتناولها لمواضيع ذات أهمية اجتماعية وسياسية وسط المغاربة، وبخط تحريري ينهج انتقاذ اللاذع للمسؤولين والمنتخبين، وبما أن فاس العاصمة العلمية للمملكة، والعاصمة التاريخية الأولى للمغرب اخترنا أول افتتاحية لنا من أبرز مواضيعها وأكثرها حساسية..

في تاريخ 23 مارس سنة 2022 اعتقل البرلماني ورئيس جماعة أولاد الطيب رشيد الفايق بإحدى المقاهي بطريق عين شقف، بعد متابعة دقيقة من قبل الفرقة الجهوية، التي فتحت بحثا طويلا مع مجموعة من المنتخبين والموظفين وأعوان السلطة وآخرون.. لينتهي بهم المطاف بسجن بوركايز وسط استغراب ودهشة الجميع، ليتساءل الجميع هل هذه الحقيقة أم خيال .. ! الفايق الذي كان يصول ويجول ويدخل شفويا من يشاء للسجن ويخرج من يشاء في مخيلته، أصبح داخل بوركايز، انتهت أسطورة الفايق بسلبياتها الكثيرة وإيجابياتها التي كانت على شكل صدمات للمغرب الحديث.. إذ كيف يمكن أن يعيش مثل هؤلاء وسط المملكة المغربية الشريفة!!

 

انتهت الحكاية الأولى، ولكن كأن القدر يعيد لنا بطلا جديدا من ورق، بنفس الممثلين تقريبا ونفس المسار والسيناريو مع تغيير طفيف وبعض الرتوشات في المكان من الينبوع إلى تقاطع شارع الجيش الملكي وشارع محمد الخامس، تغيرت وجبة الكفتة إلى البيتزا والجلوس مع تواجد نفس الوجوه تقريبا مع تغيير بسيط مرة أخرى في الكومبارس إلا أن المعنى واحد.

 

خرجات إعلامية غير موفقة، ووعود تطلق هنا وهناك بدون أدنى تفكير وعداوات مجانية، كأن الأمر كان بمثابة خدعة لمن وثق في الرجل وسهل له الظرفية ليظفر بمقعد برلماني، لا يهمنا في شيء زواجه أو طلاقه، ولكن ما يهمنا هنا هو ما تضمنته شكايات لمقاولين وتهم توجه للرجل بين الفينة والأخرى، ولا يمكن أن تجد كارثة أو مصيبة في أي مكان في فاس أو حتى النواحي، بدون أن يكون للرجل علاقة بها ولو حتى على سبيل الإشاعة، اتهم يتبييض أموال وكتبت الصحافة عن حادثة وسط الفتيات وقالت فيه زميلته في مكتب مجلس جماعة فاس الكثير من التهم، حول صفقة مركب الحرية ليختم المسار بشكاية اتهم فيها بالتلاعب في الصفقات العمومية والتحايل والاغتناء غير مشروع وأشياء أخرى حسب ما ذكر في الشكاية .

 

مصادر خاصة للجريدة العاصمة، تحدتث بكل ثقة، على أن الرجل سيكون ملزما بالتوجه الى مقر الفرقة الجهوية للشرطة القضائية خلال الأيام القليلة الماضية، ليجيب على شكايات المقاولين وليفتح الباب ويأتي بكل الصفقات التي مرت منذ توليه تفويض الصفقات العمومية بمجلس جماعة فاس، مصادرنا ذكرت أن الأمر أكبر بكثير من شكاية التلاعب، في صفقة إعادة تهيئة أربع شوارع رئيسية، وأن هناك تلاعبات في صفقات أخرى مثل صفقة الدراجات المحجوزة على سبيل المثال لا الحصر، وأكدت مصادرنا أن الفرقة الوطنية ستتوجه إلى جماعة فاس للتدقيق في تفاصيل كل الصفقات منذ أكتوبر تاريخ بداية أول الصفقات وسندات الطلب .

كما توصلت جريدة العاصمة عبر مصادرها، بمعطيات تفيد بأن عناصر الفرقة الجهوية ستستمع لصاحب الشكاية بحر هذا الأسبوع، وأن البحث جاري، فيما والي جهة فاس مكناس أرسل استفسارا لرئيس جماعة فاس وسط هذا الأسبوع ليجيبه عن مضمون الشكاية، والمتهم يظهر وسط الساحة بأنه بريئ حتى تثبت إدانته، دافعا بعض مواليه إلى كتابة تدوينات فايسبوكية على أنه يتعرض لحرب من جهات معلومة وأنه سيخرج ويفضح كل شيء،.

 

صاحب الخرجات البهلوانية ليس وحده الذي تتوجه له اصابع الاتهام، بل هناك موظفون وأصحاب شركات صديقة مقربة منه، والأكثر من ذلك أن مصادر العاصمة ذكرت أن مجلس جماعة فاس منقسم إلى مجموعات لكل زبانيته وحاشيته من موظفين ومنتخبين واعوان، بروائح نتنة أزكمت أنوف القاصي والداني، موضحة أن الحزب الحاكم التجمع الوطني للأحرار هو الوحيد الخارج من هذه الدائرة، ولم يستطع هو الأخر بسط تواجد قوي داخل مجلس جماعة فاس، إذ أن معطياتنا تشير إلى أنهم خارج اللعبة لحد كتابة هذه السطور.

 

وفي انتظار خروجه الإعلامي الذي يعد به محيطه، والذي قد يسبب له الكثير من المشاكل قانونيا وإعلاميا فالرجل الآن مطالب من قبل الرأي العام، بالاجابة على الكثير من الأسئلة والشكوك، وتجاوز أسلوب الفايق الذي غرق فيه بل تمادى فيه، وعليه أن ينتذب أحد الاختصاصيين لكي لا يحط نفسه في مأزق جديد، وعليه أن يعلم كما ذكر بعض المقربين من محيط مقر الجماعة بملعب الخيل، أنه يتصرف بطريقة تجعل الشبهات حوله، وأنه أصبح تحت أنظار الكثيرين وينتظرون الخطأ للإنقضاض.. وحينها سيصدق عليه قول العرب قديما: “الصيف ضيعت اللبن”. وتلك حكاية أخرى..

اترك تعليق

يرجي التسجيل لترك تعليقك

شكرا للتعليق