حقول ” خردالة ” بدائرة غفساي، شك، وخوف، و ملاذ للباحثين عن العمل.
تم النشر بتاريخ 3 نوفمبر 2023 على الساعة 21:09
عثمان عيادي/ جريدة العاصمة
مع حلول موسم حصد حقول ” خردالة ” تتحوّل منطقة بني زروال إلى قبلة للطّلبة والمجازين من كل حدب وصوب، للعمل في حقول الكيف، وذلك لمواجهة الضغط النّفسي المترتب عن البطالة و انعدام فرص الشغل.
سّي محمّد مجاز في القانون الخاص و ينحدر من جماعة سيدي يحيى بني زروال، يستيقظ من النوم في الصباح الباكر متوجها نحو حقول خردالة، لقضاء يومه كاملا بين حصد الكيف و تهيئته، بدل الذهاب للمكتبة من أجل إغناء رصيده المعرفي.
يقول سّي محمد في حديثه مع جريدة العاصمة” إن العمل في حقول خردالة فرضته الظروف المادية المزرية التي يعاني منها جل الطّلبة في دائرة غفساي بإقليم تاونات، الذين لا يستطيعون تأمين حتى مصاريف الطّباعة و التصديق على نسخ شواهدهم الجامعية، ليتسنى لهم المشاركة في مباريات الولوج للوظائف العمومية.
و أضاف خريج كلية الحقوق بجامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس في القانون الخاص ” أن ظروف العمل في حقول خردالة مذلة، حيث النّساء تتركن بيوتهن من أجل توفير لقمة الطعام لصغارهنّ، و أطفال يمسكون في سواعدهم المنجل بدلا من القلم، و طلبة يتحمّلون المهانة وخرق القانون من أجل توفيرمائة درهم تكفل لهم تأمين مصاريف موسمهم الجامعي.
و أوضح المتحدث ذاته ” أعمل في هاته الحقول منذ أسابيع دون ان أجد وقتا للمطالعة بغية مسايرة المستجدات التشريعية، و مواضع الساعة التي يبقى احتمال ورودها في الاختبارات الكتابية وارد جدا.
و دعا المجاز العاطل عن العمل، الجهات المعنية، لرفع التهميش الذي تئن تحت وطأته منطقة بني زروال، من خلال توفير بديل اقتصادي يصون كرامة الساكنة المحلية، و يوفر مناصب الشغل لحاملي الشهادات، و يعزز أجواء السّلم الاجتماعي من أجل الطي النّهائي لصفحة الخوف و الشك و المتابعات القضائية في حق المزارعين.