جريدة العاصمة
شاركت الأميرة للا حسناء، ممثلة لجلالة الملك محمد السادس، اليوم الاثنين في افتتاح أشغال مؤتمر الأمم المتحدة الثالث للمحيطات بمدينة نيس الفرنسية. هذا المؤتمر، الذي يستمر حتى الجمعة وينظم بالشراكة بين فرنسا وكوستاريكا، يشهد حضوراً دولياً رفيع المستوى يضم أكثر من 50 رئيس دولة وحكومة وأكثر من 1500 مندوب يمثلون ما يقرب من 200 دولة، وقد تميزت الجلسة الافتتاحية بكلمات محورية من الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ورئيس كوستاريكا رودريغو تشافيس روبلس، مما يؤكد الأهمية البالغة لهذا الحدث العالمي.
و يُعقد هذا المؤتمر تحت شعار “تسريع العمل وتعبئة الجميع من أجل الحفاظ على المحيط واستغلاله على نحو مستدام”، ويركز على قضايا حيوية مثل الصيد المستدام، التلوث البحري، وتأثير التغيرات المناخية على التنوع البيولوجي البحري. يهدف التجمع، الذي يضم نخبة من الفاعلين العالميين، إلى تسريع وتيرة تنفيذ الهدف 14 من أهداف التنمية المستدامة، المتعلق بالحفاظ على المحيطات والبحار ومواردها، في ظل واقع بيئي طارئ يتطلب استجابات عالمية منسقة وطموحة. ويُعد هذا المؤتمر، الذي يجمع رؤساء دول، خبراء، مؤسسات مالية، منظمات غير حكومية وفاعلين في القطاع البحري، جزءًا لا يتجزأ من أجندة الأمم المتحدة 2030 لصياغة حلول فعالة للتهديدات التي تواجه المحيطات، وعلى رأسها التلوث البلاستيكي، الصيد الجائر، وتحمض المحيطات.
تشكل المحيطات، التي تغطي أكثر من 70% من سطح الكوكب وتحتوي على 97% من موارده المائية، “الرئة الزرقاء” للأرض، حيث تمتص نحو 90% من فائض الحرارة الناتج عن انبعاثات الغازات الدفيئة، ويعتمد أكثر من 3 مليارات نسمة عالمياً بشكل مباشر على المحيطات كمصدر للغذاء والعمل، ما يؤكد أهميتها الحيوية. ومع ذلك، تواجه هذه الموارد تهديدات غير مسبوقة؛ فقد ارتفعت حموضة المحيطات بنسبة 30% منذ العصر ما قبل الصناعي، وبلغت درجات حرارة المحيطات مستويات قياسية في عامي 2023 و2024. كما أن مستوى سطح البحر يشهد ارتفاعاً متسارعاً، حيث انتقل من 1.3 ملم إلى 3.7 ملم سنوياً بين 1901 و2018، مع توقعات بوصول الارتفاع إلى 30-110 سنتيمترات بحلول عام 2100، مما يستدعي تحركاً دولياً عاجلاً ومكثفاً.