بولمان..مطرح عشوائي للنفايات يهدد سدّ إمداز ويكشف ثغرات تدبير النفايات بالإقليم

تم النشر بتاريخ 21 أبريل 2025 على الساعة 13:11

جريدة العاصمة

على مقربة من الطريق الرابط بين بولمان وسكورة، وعلى مرمى حجر من وادي العطشان الذي يغذي سدّ امداز الحيوي، يتراءى مشهد يبعث على الأسى والاستياء، مطرح عشوائي للنفايات يمتد على مساحة واسعة، مُلقيًا بظلال قاتمة على واقع تدبير النفايات بالإقليم، ومُشككًا في جدية الخطابات البيئية الرنانة.

ورغم المظهر الجاف الذي يطبع وادي العطشان أغلب فترات السنة، إلا أنه يتحول إلى شريان مائي متدفق خلال مواسم الأمطار، ليحمل معه حمولة ثقيلة من النفايات ومختلف الملوثات مباشرة نحو سدّ إمداز، مُنذرًا بكارثة بيئية حقيقية تهدد جودة المياه التي تعتمد عليها الساكنة والقطاعات الحيوية، فضلًا عن تأثيره السلبي على التربة والنظام البيئي برمته.

هذا الوضع البيئي المتردي يتناقض بشكل صارخ مع الترويج لمشاريع السياحة الإيكولوجية كرافعة للتنمية المستدامة بالإقليم، حيث يُشكل هذا المطرح العشوائي وصمة عار تُلطخ جمالية المنطقة وتُقوض الجهود المبذولة للحفاظ على البيئة ومواردها الطبيعية.

 

في هذا الصدد تساءلت فعاليات مدنية عن الجهة التي تتحمل مسؤولية هذه الكارثة البيئية التي تُنذر بعواقب وخيمة، هل هي المجالس المنتخبة التي تلتزم الصمت وتغض الطرف عن هذا التدهور البيئي؟ أم أن المسؤولية تقع على عاتق المواطنين الذين يفتقرون إلى الوعي البيئي وثقافة الفرز والتدبير السليم للنفايات؟ أم أن غياب استراتيجية واضحة ومُحكمة لتدبير النفايات في المناطق القروية والجبلية هو السبب الجذري لهذه المعضلة؟

و تبقى هذه التساؤلات معلقة في انتظار إجابات شافية وإجراءات عملية وفورية، قبل أن يستفحل الخطر وتتحول الأضرار البيئية الناجمة عن هذا الإهمال إلى تهديد مباشر لحياة الإنسان وسلامة الطبيعة في هذه المنطقة التي تزخر بمؤهلات طبيعية فريدة.

اترك تعليق

يرجي التسجيل لترك تعليقك

شكرا للتعليق