استفحال ظاهرة سرقة الأحذية من مساجد مكناس.. اللصوص استهدفوا ست نقط من بيوت الرحمان في ظرف زمني لا يتعدى ثلاثة أيام

تم النشر بتاريخ 26 مارس 2025 على الساعة 15:39

جريدة العاصمة / خليل المنوني

استفحلت بشكل كبير، خلال الفترة الأخيرة، ظاهرة سرقة الأحذية وأمتعة المصلين من داخل العديد من مساجد مدينة مكناس. فلا يكاد يمر يوم دون تسجيل حالات سرقة من داخل مسجد أو مسجدين أو أكثر بجغرافية العاصمة الإسماعيلية أثناء أداء عمار بيوت الرحمان للصلوات الجماعية. ويستغل لصوص محترفون، متجردون من أي وازع إيماني أو إنساني أو أخلاقي، فرصة انشغال عمار بيوت الرحمان بأداء الصلوات الجماعية لتنفيذ خطتهم الإجرامية، المتمثلة في السطو على أحذية المصلين وحرمانهم بالتالي من التمتع بفضل الصلاة الجماعية واستجلاب خشوعها، بما أن المصلي في المسجد تستغفر له الملائكة في انتظاره للصلاة وبعد انتهائه منها، ويثاب على خطواته ذهابا إلى المسجد وإيابا منه، ويعظم ثواب صلاته لكثرة الجماعة، وشهد الله لعمار المساجد بالإيمان، وغير ذلك من الأجور والمناقب التي لا يستهين بها إلا محروم من فضلها.

فبعد فراغ المصلين من أدائهم للصلاة الجماعية تتعالى أصوات العديد منهم، إذ يقفوا مشدوهين بعدما يتفاجئوا بعدم وجود أحذيتهم، سواء العادية أو الرياضية، في الأماكن التي وضعوها فيها، ليتأكدوا ساعتها أنها سرقت منهم، إذ يضطر بعضهم إلى الخروج من المسجد حفاة الأقدام بعدما دخلوه بشوق كبير لإراحة نفوسهم من انشغالات الدنيا وهمومها، فيما يستنجد البعض الآخر بالقيم على المسجد لتمكينهم من “نعالة أو صندالة أو مشاية” بلاستيكية تكون مخصصة للوضوء تمكنهم من تفادي الرجوع إلى منازلهم أو مقرات عملهم حفاة الأقدام وكأنهم حمقى أو مجانين.

واستنادا إلى مصادر جريدة “العاصمة” فإن ظاهرة سرقة الأحذية وأمتعة المصلين من داخل مساجد مكناس، خاصة خلال شهر رمضان الفضيل، الذي يشهد إقبالا كبيرا ومتزايدا على الصلوات الجماعية والتراويح، سجلت أرقاما قياسية غير مسبوقة، خصوصا في الأيام الثلاثة الأخيرة من الأسبوع المنصرم(الجمعة والسبت والأحد)، حيث أكدت أن اللصوص المتخصصين في هذا النوع من السرقات استهدفوا ست نقط من بيوت الرحمان، أثناء انشغال جموع المصلين بهذه المساجد بأداء صلاتي العشاء والتراويح. ويتعلق الأمر بخمسة مساجد تقع بالمنطقة الحضرية الأولى(الإسماعيلية)، هي المسجد الأعظم، المعروف باسم “الجامع الكبير”، بحي قبة السوق بالمدينة العتيقة، الذي أعيد فتحه في وجه المصلين قبيل حلول شهر رمضان، بعد إخضاعه لمجموعة من الإصلاحات والترميمات، ومسجد درب الفتيان، المطل على شارع السكاكين، ومسجد قصبة بريمة، ومسجد لالة عودة، الكائن بالقرب من مقر محكمة الأسرة(المحكمة الابتدائية سابقا)، ومسجد الستينية، الذي لا يبعد عنه إلا بمسافة قصيرة، فضلا عن مسجد واحد يقع بالمنطقة الحضرية الثانية(المنزه)، وهو مسجد بلبشير، المتواجد بالقرب من الوحدة الفندقية المصنفة(الريف) بالمدينة الجديدة(حمرية). وكلها مساجد يقصدها المصلون بأعداد كبيرة، غير أنها لا تتوفر على كاميرات للمراقبة، ما يسهل على اللصوص سرقتها في غفلة من عمارها.

وأوضحت المصادر ذاتها أن لصوص المساجد قاموا بالسطو على مجموعة من الأحذية، سواء العادية منها أو الرياضية، مبرزة أنه عندما فرغ المصلون من أدائهم لصلاتي العشاء والتراويح تفاجأ عدد منهم بعدم وجود أحذيتهم في الرفوف المخصصة لها، والتي وضعوها في أكياس من القماش، معدة لهذا الغرض، حفاظا على نظافة المساجد، الأمر الذي خلف حالة من الاستياء وسط جموع المصلين، الذين عبروا عن استنكارهم لمثل هذه الأفعال المشينة، مطالبين المسؤولين والجهات المختصة بإيجاد حل لهذه الظاهرة، وبالتالي وضع حد لهذه السلوكيات غير الأخلاقية، والتي لا تليق بشيم المسلمين.

إلى ذلك، نبه عدد من المواطنين إلى استغلال اللصوص عدم وجود كاميرات مراقبة مثبتة بمحيط المساجد وداخلها، لتنفيذ عمليات السرقة، مشددين على الضرب بيد من حديد على كل من سولت له نفسه الدنيئة التعدي على حرمة وقدسية بيوت الرحمان.

يشار إلى أن ضحايا سرقة أحذيتهم من داخل المساجد لا يقوموا بوضع شكايات في الموضوع ضد مجهول أو مجهولون لدى المصالح الأمنية بالمدينة، إذ أنهم يكتفون بتفويض أمرهم إلى الباري تعالى.

 

اترك تعليق

يرجي التسجيل لترك تعليقك

شكرا للتعليق