حصيلة مرعبة لحوادث السير خلال النصف الأول من رمضان بالمغرب

تم النشر بتاريخ 21 مارس 2025 على الساعة 18:34
جريدة العاصمة
شهدت الأسابيع الأولى من شهر رمضان ارتفاعًا مقلقًا في حوادث السير بالمناطق الحضرية المغربية، مخلفةً حصيلةً مأساوية تجاوزت 40 قتيلاً وآلاف الجرحى.
ووفقًا لإحصائيات المديرية العامة للأمن الوطني، سُجلت 1868 حادثة سير في الفترة ما بين 3 و9 مارس الجاري، أسفرت عن 15 وفاة و2461 إصابة، منها 87 إصابة خطيرة. أما الأسبوع الثاني من رمضان (10-16 مارس)، فقد شهد 1693 حادثة، تسببت في وفاة 24 شخصًا وإصابة 2192 آخرين، بينهم 77 في حالة حرجة.
هذه الأرقام المقلقة دفعت العديد من المختصين إلى البحث عن الأسباب الكامنة وراء هذا الارتفاع الملحوظ في حوادث الطرق خلال الشهر الفضيل.
يرى ناجي بوعلي، الكاتب الجهوي للنقابة الديمقراطية للنقل بجهة الشرق – قطاع سيارات الأجرة، أن الإرهاق وقلة النوم الناتجة عن تغير نمط الحياة الرمضاني، كالسهر لساعات متأخرة، من أهم العوامل المساهمة في هذه الحوادث. وأوضح بوعلي في تصريح صحفي أن قيادة المركبات في ساعات مبكرة أو متأخرة دون الحصول على قسط كافٍ من الراحة يؤثر سلبًا على تركيز السائقين ويزيد من احتمالية وقوع الحوادث، يضاف إلى ذلك السرعة المفرطة التي يلجأ إليها بعض السائقين للوصول إلى وجهاتهم قبل موعد الإفطار.
كما أشار بوعلي إلى أن تغيير مواعيد العمل وازدحام حركة المرور، خاصةً قبل الإفطار وفي المساء، يساهمان بشكل كبير في ارتفاع عدد الحوادث، حيث يدفع الاستعجال السائقين إلى القيادة في ظروف غير آمنة. ولم يغفل بوعلي الإشارة إلى تدهور حالة بعض الطرق ونقص الصيانة وتراكم المخلفات كعامل مساهم في وقوع الحوادث، خاصةً في ساعات الليل أو في ظروف الرؤية المنخفضة. ودعا بوعلي إلى تكثيف حملات التوعية المرورية خلال شهر رمضان، وفرض رقابة صارمة، مع التركيز على أهمية صحة وسلامة السائقين.
من جهته، أرجع إلياس سليب، رئيس المرصد الوطني للسلامة الطرقية، تكرار حوادث السير في رمضان كل عام إلى عدم تغير عقلية السائقين، مؤكدًا أن الصيام بحد ذاته ليس سببًا مباشرًا، بل العوامل النفسية والسلوكية. وأضاف سليب أن بعض السائقين يعتقدون أن الصيام يؤثر على قدراتهم، مما يجعلهم أكثر عصبية وأقل تركيزًا. ويرى سليب أن الازدحام المروري المتزايد خلال الشهر الفضيل، خاصةً بعد الزوال ومع توجه الناس إلى الأسواق، يُعدّ السبب الرئيسي وراء ارتفاع حوادث السير.
وأشار سليب إلى أن الوضع يتفاقم بعد الأسبوعين الأولين من رمضان مع ازدياد الحركة المرورية ليلًا، خاصةً بعد اليوم الخامس عشر، حيث تنخفض الرؤية لدى السائقين بسبب القيادة الليلية، ويتزايد تواجد الراجلين في الشوارع القريبة من الأسواق، مما يرفع من مخاطر الحوادث بشكل كبير.
وحذر سليب من خطورة قلة النوم على تركيز السائقين، خاصةً السائقين المهنيين، مؤكدًا على ضرورة حصولهم على قسط كافٍ من الراحة لضمان قيادة آمنة. كما أشار إلى أهمية التغذية السليمة والتحكم في مستوى السكر في الدم بالنسبة لمرضى السكري الذين يصرون على الصيام، لتجنب أي تأثير سلبي على التركيز أثناء القيادة.