تقييم متواضع لأعمال رمضان الدرامية على القنوات المغربية

تم النشر بتاريخ 10 مارس 2025 على الساعة 18:59
جريدة العاصمة
بعد مرور أسبوع على انطلاق السباق الرمضاني، بدأت تتضح معالم النجاح والفشل في الأعمال الدرامية المعروضة على القنوات المغربية. وإن برزت بعض النقاط المضيئة في أداء بعض الفنانين، إلا أن الانتقادات اللاذعة طالت أغلب الأعمال، سواء من النقاد أو الجمهور، مسلطة الضوء على ضعف السيناريوهات والأخطاء الفنية، خاصة في مجال التصوير.
يرى الناقد الفني مصطفى الطالب أن القناتين الأولى ودوزيم، ورغم سعيهما لتقديم الجديد، ما زالتا تراهن على الكوميديا (السيتكومات) والدراما الاجتماعية وبعض الأعمال التراثية، لاستقطاب المشاهدين في أوقات الذروة. إلا أن الأعمال الكوميدية لم تسلم من الانتقادات، سواء من الجمهور أو النقاد، نظراً لتكرارها، وسطحيتها، وافتقادها للعمق الفني، واستمرارها في تقديم نفس الوجوه الفنية بنفس الأداء التقليدي.
أما فيما يخص الدراما الاجتماعية، فقد أشار الطالب إلى أن القناتين حاولتا تقديم الجديد، خاصة من خلال مسلسل “الدم المشروك”، إلا أنه أثار جدلاً واسعاً، لما اعتبره البعض عملاً مصرياً بقالب مغربي، فضلاً عن الاتهامات الموجهة له بالسرقة، ناهيك عن تكرار الوجوه الفنية. وأكد الطالب أن الدراما الاجتماعية بشكل عام قد استنفذت أغراضها بالشكل الذي تُقدم به حالياً، وتحتاج إلى تطوير وعمق فكري وقيمي.
وعبّر الطالب عن استغرابه من غياب الخصوصية الروحانية لشهر رمضان في هذه الأعمال، مشيراً إلى أن بعض المشاهد لا تراعي حرمة الشهر الكريم، مما يدفع قطاعاً واسعاً من الجمهور إلى البحث عن بدائل على المنصات الرقمية تلبي احتياجاتهم الروحية والثقافية. واعتبر ذلك تحدياً كبيراً يواجه القنوات الرسمية التي تتردد في خوض غمار الأعمال الأدبية أو التاريخية أو الدينية، والتي تحظى باهتمام كبير من مختلف شرائح المجتمع.
ولم يسلم العمل التراثي “مسك الليل” من الانتقادات، حيث اعتبره الطالب عملاً ينقصه الكثير، سواء من حيث القصة أو الأداء أو المصداقية التاريخية، مشيراً إلى تكرار نفس المنهجية الدرامية لأعمال سابقة، وعدم ملاءمة أداء بعض الممثلين لهذا النوع من الدراما، فضلاً عن الأخطاء التقنية التي بات الجمهور، وخاصة الشباب، يكتشفها بسهولة.
وأشار الطالب إلى المفارقة بين تطور المجتمع المغربي وانفتاحه على العالم وثقافاته، وبين جمود الإعلام الرسمي وتشبثه بنفس النظرة ونفس شركات الإنتاج، دون مراعاة لتطلعات وطموحات الجمهور المتزايدة.
