مقتل تلميذ قاصر يستنفر أمن مكناس.. أصيب خطأ بحجر طائش في رأسه أثناء شجار عنيف وقع بين مجموعة من تلاميذ مؤسستين تعليميتين

تم النشر بتاريخ 25 فبراير 2025 على الساعة 12:38
جريدة العاصمة / خليل المنوني
استنفرت المصالح الأمنية بكل تلاوينها ومعها السلطات المحلية بالعاصمة الإسماعيلية، مساء أمس الإثنين، 24 فبراير الجاري، عناصرها فور توصلها، على الساعة السادسة و45 دقيقة ليلا، بخبر نقل تلميذ في وضعية صحية جد حرجة إلى قسم المستعجلات، التابع للمركز الاستشفائي الإقليمي محمد الخامس بالمدينة، نتيجة إصابته خطأ بحجر طائش في رأسه، وذلك بمحيط الثانوية التأهيلية مولاي إسماعيل بالمدينة الجديدة(حمرية) بمكناس.
وأفادت مصادر”جريدة العاصمة” أن التلميذ(محمد أمين.17 عاما)، الذي كان يتابع دراسته بإحدى المؤسسات الخصوصية، لفظ آخر أنفاسه داخل سيارة الإسعاف على بعد مسافة قليلة من مدخل المركز الاستشفائي المذكور، متأثرا بإصابته بضربة قوية وخطيرة في رأسه.
وأوضحت المصادر ذاتها أن التلميذ الضحية، وبعدما أنهى حصته التدريبية رفقة زملائه بفريق شبان النادي الرياضي المكناسي لكرة القدم، غادر كالعادة ملعب التداريب، التابع لمركز الاستقبال”الخطاطيف”، متوجها صوب منزل والديه، الكائن بحي البساتين، قبل أن يتلقى حجرا طائشا في رأسه، نتيجة شجار عنيف وقع بين مجموعة من التلاميذ القاصرين، بعضهم يتابع دراسته بالثانوية التأهيلية مولاي إسماعيل، ضمنهم داخليون، في حين يتابع البعض الآخر دراسته بالثانوية التأهيلية لالة أمينة، الواقعة بالقرب من مقر عمالة مكناس.
وأضافت المصادر نفسها أن نقاشا تجهل أسبابه وحيثياته دار، بمحيط الثانوية التأهيلية مولاي إسماعيل، بين مجموعة من التلاميذ القاصرين المذكورين، بدأ بتبادل الملاسنات وعبارات السب والقذف في ما بينهم بكلمات نابية يندى لها الجبين، على مرأى ومسمع من العديد من المارة، قبل أن يتطور الأمر إلى الدخول في شجار عنيف استعملت خلاله أسلحة بيضاء، من قبيل العصي والسلاسل الحديدية والحجارة، التي أصابت إحداها التلميذ الضحية في مقتل.
وفي الوقت الذي أودعت جثة التلميذ الهالك مستودع حفظ الأموات، التابع للمركز الاستشفائي الإقليمي محمد الخامس، قصد إخضاعها للتشريح الطبي لتحديد سبب الوفاة، تنفيذا لتعليمات النيابة العامة المختصة بمحكمة الاستئناف بمكناس، تم الاحتفاظ بالتلاميذ الموقوفين الأحداث المشتبه فيهم تحت تدبير المراقبة، رهن إشارة البحث القضائي، الذي يجري تحت إشراف النيابة العامة المذكورة، بغرض الكشف عن جميع ظروف وملابسات وخلفيات هذا الحادث المأساوي، الذي اهتز له الشارع المكناسي.
وكان التلميذ الضحية(محمد أمين)، وهو ابن عميد شرطة بالدائرة السادسة للأمن بمكناس، فيما تشغل والدته هي الأخرى مهمة عميد شرطة بخلية التكفل بالنساء ضحايا العنف بولاية الأمن بالمدينة، (كان) قريبا من السفر إلى الديار الإسبانية رفقة والدته لتوقيع عقد احترافي مع أحد الأندية لكرة القدم لمواصلة مساره الكروي هناك، غير أن عقارب كرونولوجيا حياته توقفت عن الدوران دون أن يحقق مبتغاه، وهو لم يطفئ شمعته الـ18.
وجدير بالذكر أن ظاهرة تبادل العنف بين التلاميذ القاصرين أمام المؤسسات التعليمية، بسلكيها الإعدادي والتأهيلي، في جغرافية المملكة المغربية، عرفت في السنوات الأخيرة استفحالا متزايدا، وربما مقلقا، نظرا للأرقام الكبيرة لضحايا هذه المشاجرات العنيفة والخطيرة، التي أصبحنا نسمع عنها من حين إلى آخر، الأمر الذي يستدعي فتح باب النقاش حول هذه الظاهرة، وما تنطوي عليه من أسباب، وما تستدعيه من حلول عاجلة.
