جهة فاس-مكناس.. قفزة نوعية في 2024 نحو أفق 2030

تم النشر بتاريخ 27 ديسمبر 2024 على الساعة 12:12
جريدة العاصمة
شهدت جهة فاس-مكناس خلال عام 2024 تحولاً جذرياً استعداداً لكأس العالم 2030، عبر سلسلة من الاستثمارات الضخمة والمشاريع التنموية الطموحة شملت مختلف القطاعات الحيوية.
وانطلاقاً من رؤية استراتيجية واضحة، ركزت الجهة على 9 محاور رئيسية من بينها تطوير البنية التحتية الرياضية، وشبكات النقل، وقطاع الإيواء، بالإضافة إلى التنمية المستدامة والتعليم.
وتم تخصيص غلاف مالي يفوق 11 مليار درهم لمشاريع هيكلية تتضمن تحديث النقل العمومي (754 مليون درهم)، وتعزيز البنية التحتية الصحية (670 مليون درهم) بإنشاء مراكز متخصصة للحالات الطارئة والحروق. كما أولت الجهة اهتماماً خاصاً للتنمية المستدامة برصد 828 مليون درهم لمشاريع الانتقال الطاقي والبيئة.
وفي إطار الحفاظ على الإرث التاريخي، تم تخصيص مبلغ 1.26 مليار درهم لإعادة تأهيل المدينة العتيقة لفاس، بالشراكة مع وزارات الداخلية، والاقتصاد والمالية، ويشمل هذا المشروع ترميم المعالم التاريخية (108 ملايين درهم)، وتأهيل المجال الحضري (647 مليون درهم)، بهدف تعزيز جاذبيتها الاقتصادية والسياحية.
وعلى صعيد الاستعدادات الرياضية، انطلقت أشغال تجديد وتوسعة الملعب الكبير لفاس بميزانية بلغت 300 مليون درهم، لرفع طاقته الاستيعابية إلى 55,800 مقعد، وفقاً لمعايير الفيفا. كما تم الانتهاء من أشغال تأهيل الملعب الشرفي بمكناس، مع العلم أن المدينتين تتميزان بتاريخ رياضي عريق وحضور جماهيري كبير.
وشهد قطاع النقل تطوراً ملحوظاً، حيث يخضع مطار فاس-سايس لتوسعة لرفع قدرته الاستيعابية إلى خمسة ملايين مسافر سنوياً بحلول 2028. كما تم تحديث شبكة الطرق والسكك الحديدية، وتجديد أسطول النقل، وبناء محطة قطار جديدة بمكناس. ويشمل تطوير النقل الحضري إضافة خطوط جديدة للحافلات عالية الجودة واقتناء 260 حافلة جديدة.
وعلى الصعيد الاقتصادي، ركزت الجهة على تعزيز نسيجها الصناعي من خلال مشاريع كبيرة كتثمين منطقة “كوطيف السابقة”، وتهيئة الحظيرة الصناعية عين الشكاك، وإنشاء منطقة صناعية جديدة بعين البيضا. كما سيتم قريباً افتتاح منطقة التسريع الصناعي عين الشكاك، أول منطقة حرة بالجهة.
ولم تغفل الجهة تحسين جودة حياة المواطنين، فعملت على تأهيل الأحياء ناقصات التجهيز، وتحديث المرافق العمومية، وتعزيز الأمن عبر تقنية المراقبة بالفيديو، وإضافة مساحات خضراء. كما شهد القطاع الصحي تطوراً ببناء وتجديد المستشفيات ومراكز الرعاية الصحية.
واحتل التعليم والتكوين مكانة مركزية في المخطط التنموي، من خلال تحديث البنية التحتية التعليمية، وإطلاق برنامج تكويني خاص بكأس العالم يشمل تعليم اللغات والمهارات الشخصية.
وعلى الصعيد الثقافي، تم إطلاق مبادرات لتثمين التراث بإنشاء مكتبة وسائطية، ورواق فني، وقاعة عروض مفتوحة. كما حظي الشباب باهتمام خاص من خلال تعزيز البنية التحتية الموجهة لهم، وتدريب متطوعين للأحداث الرياضية.
والتزمت جهة فاس-مكناس بمبادئ التنمية المستدامة من خلال إعادة تدوير المياه العادمة، وإنتاج الكهرباء من الكتلة الحيوية، وتحويل الإنارة العمومية إلى تقنية LED، وتطبيق حلول للنقل المستدام.
واختتمت الجهة عام 2024 بإطلاق الموسم الفلاحي من سهل سايس، معلنة عن تدابير لدعم الفلاحين في مواجهة التحديات المناخية والاقتصادية.