« جماليات الخط العربي» شعار معرض فني مشترك بمكناس
تم النشر بتاريخ 20 ديسمبر 2024 على الساعة 14:23
جريدة العاصمة / خليل المنوني
احتضن بهو المركب الثقافي « الفقيه محمد المنوني» بمكناس، على مدى أسبوع كامل، معرضا جماعيا في فن الخط العربي، شارك فيه خمسة خطاطين مغاربة، وهم العربي توراك وكريمة بوتمير وعبد الإله لعبيس وخالد ليدام وعبد الإله شبوك.
وضم المعرض، الذي نظم تحت شعار« جماليات الخط العربي»، أزيد من 40 عملا فنيا فريدا، استعمل فيها الفنانون المشاركون أشكال وأنواع الخط المتنوعة بأساليبها التقليدية والمعاصرة، وقدموا مجموعة من أرقى اللوحات، التي تستعرض جمالية الخط العربي وأساليبه المختلفة، كما سعوا من خلال أعمالهم إلى إحياء تجربة فريدة في العلاقة بين اللون والحروف العربية والخطوط المرئية في العمل الفني.
وتميز المعرض بتقديم لوحات في الخط المغربي والمشرقي والكوفي والنسخي والثلث، فضلا عن الكتابة على الجلد والورق والزخرفة الإسلامية، إلى جانب مساهمة الفنانة كريمة بوتمير بسبع لوحات تجريدية تحتوي على الخط العربي والثلث والديواني والفارسي، وثلاث لوحات حروفية.
وأكد الخطاط توراك، عضو مؤسس بالجمعية المغربية لفنون الخط، أن لوحاته المعروض منها وغيرها، تعد ثمرة سنوات من الممارسة والعمل، مبرزا أنه نجح في صقل هذه الموهبة، التي حباه الله بها منذ نعومة أظافره، من خلال قراءة مجموعة من الكتب والمراجع المهتمة بالخط العربي وبطرق وأساليب تعلمه، على حد تعبيره.
وأبرز توراك، في حديث إلى« جريدة العاصمة»، أن المعرض شكل فرصة لتعرف الجمهور على فنون الخط العربي والتقنيات التشكيلية الجديدة، وأسهم في تسليط الضوء على التنوع الثقافي، وثراء لغة الضاد، وأوضح «أفضل طريقة لتكريم هذه اللغة الجميلة، التي تحمل موروثا حضاريا عريقا، وهي جديرة كل يوم بالاحتفاء والتكريم، ومهما عملنا من أجلها فلن نفيها حقها الكامل من التقدير. وأود التأكيد على أن هذا المعرض قد سمح لنا بالطواف في رحلة ثقافية وتاريخية، وفتح مداركنا على جوانب إبداعية وجمالية خلاقة».
وأضاف الفنان توراك، من مواليد 1969 بالدار البيضاء، ويعمل إطارا بنكيا، أن المعرض سعى إلى تحفيز المتلقين نحو المعرفة ودعاهم إلى تأمل العبارة والتعبير الإسلامي، وآيات الذكر الحكيم، كما أنه رام إثارة الانتباه إلى أن هناك فنا يكاد يكون مغيبا في الوقت الراهن اسمه الخط العربي، والذي بدأ يطويه النسيان أو التناسي. وتابع« ما جعلنا نتبنى هذا النشاط والذي شعرنا من خلاله تعطش واشتياق المتلقين لمثل هذه المعارض، التي تعنى بمجال له علاقة وطيدة بالدين الإسلامي، بما فيه القرآن الكريم والأحاديث النبوية الشريفة والأقوال المأثورة وحتى الحكم، وأتمنى أن يمثل هذا المعرض المتواضع فرصة لإثراء معارف المواهب الشابة حول إرثنا الثقافي والتراثي العريقين، وتشجيعهم على استكشاف إمكاناتهم في هذا الفن الجميل، أملا في تقديم أعمالا تحمل بصمتهم الفنية والإبداعية الخاصة».