إسدال الستار على مهرجان مكناس للمسرح..النسخة الثالثة تميزت بتكريم الثلاثي الروخ وبلمجاهد وصبحي

تم النشر بتاريخ 16 ديسمبر 2024 على الساعة 15:47

جريدة العاصمة / خليل المنوني

أسدل الستار، مساء أمس(الأحد)، 15 دجنبر الجاري، بالقاعة الكبرى للمركز الثقافي «الفقيه محمد المنوني» بالعاصمة الإسماعيلية، على فعاليات الدورة الثالثة لمهرجان مكناس للمسرح، الذي نظم على مدى خمسة أيام كاملة، تحت شعار«مكناس خشبة لمسارح العالم».

وشاركت في النسخة الثالثة من هذا المهرجان، الذي نظمته فرقة «مسرح الشامات»، برئاسة الفنان والمخرج المسرحى الدكتور بوسلهام الضعيف، بدعم من وزارة الشباب والثقافة والتواصل، وبشراكة مع جماعة مكناس ومجلس عمالة المدينة والمجلس الجهوي فاس – مكناس، (شاركت) مجموعة من الفرق المسرحية، مثلت سبعة بلدان من ثلاث قارات، وهي المغرب وبوركينافاسو وفرنسا وإسبانيا وتونس وسوريا والعراق، ما حول المدينة المليونية إلى قبلة للمسارح العالمية المفتوحة. وقدمت هذه الفرق سبعة عروض مسرحية، وهي «جدار، الضوء نفسه أغمق» من تشخيص فرقة أرض الشاون للثقافات، و«SHAHADA» إنتاج فرنسي سوري، و«Le Hongre Pie» من فرنسا، و« JUSTE VIVRE» من بوركينا فاسو، و« Chansons sans musique»إنتاج فرنسي مغربي، و«FIREWORKS» من إسبانيا، و«بريد»، لفرقة مسرح الشامات، التي كانت مسك ختام العروض المسرحية المبرمجة في هذا المهرجان.

وتعد مسرحية “بريد”، المدعومة من وزارة الشباب والثقافة والتواصل (قطاع الثقافة)، خطوة جديدة في مسار فرقة مسرح الشامات، التي دخلت موسمها الـ 26، معبرة عن التزامها بشعارها «مسرح مواطن، مسرح للحياة».

واستندت المسرحية إلى رواية “بريد الليل” للكاتبة اللبنانية هدى بركات، حيث قام بوسلهام الضعيف باقتباسها وإخراجها، فيما شخص أدوارها كل من عبد الحق الزروالي وهند بلعولة وسفيان نعيم وأمين بلمعزة.

وأقيمت عروض المهرجان في فضاءات مميزة كالمركز الثقافي «الفقيه محمد المنوني»، والمعهد الفرنسي، بينما صاحبها برنامج غني بورشات تكوينية ولقاءات مفتوحة مع شخصيات بارزة في شخص الكاتب المغربي الفرنكوفوني رشيد بن الزين، والمخرج العراقي كاظم نصار، والممثلة والكاتبة البوركينابية أوليفا ويدراغو، مما فتح آفاقا جديدة للحوار الثقافي والفني.

وتميزت الدورة الثالثة من هذا الحدث الثقافي العالمي البارز، الذي احتفي بالإبداع المسرحي في أبهى تجلياته، بتكريم ثلاثة أسماء مغربية وازنة، في شخص الممثل والمخرج المبدع إدريس الروخ، والممثلة القديرة وسيلة صبحي، والممثل المتألق عبد الحق بلمجاهد، وذلك في إطار فقرة «مكناس تحتفي بأبنائها»، اعترافا من الجهة المنظمة بالدور الريادي والكبير الذي لعبه المحتفى بهم في إثراء الساحة الفنية الوطنية عموما، والمسرحية منها على وجه الخصوص.

وعبرت الشخصيات المحتفى بها عن امتنانها العميق للجهة المنظمة، مؤكدة على أهمية ترسيخ ثقافة الاعتراف في هكذا مناسبات فنية وثقافية، باعتبارها مصدر إلهام لإبداعاتها الفنية المستقبلية.

وبهذه المناسبة أعرب عبد الحق بلمجاهد عن سعادته بالتكريم، الذي حظي به هذا المهرجان، سيما وأنه يأتي في عز مساره الفني وليس في نهايته كما هو متداول عادة، على حد تعبيره.

بدوره، أكد المخرج إدريس الروخ، أن تكريمه في هذه التظاهرة يمثل «اعترافا حقيقيا» بعطاء أبناء العاصمة الإسماعيلية البررة، ومساهمتهم في تقديم خريطة فنية وإبداعية واضحة في كل المجالات.

من جهتها، قالت الممثلة وسيلة صبحي إن سعادتها لا توصف بهذا الاحتفاء وهذه «الالتفاتة الجميلة»، التي تلقي في الوقت نفسه مسؤولية كبيرة على عاتق الفنان من أجل مزيد من التفاني والاجتهاد في الإبداع، معتبرة أنها تعد تشريفا وتكليفا في الوقت نفسه.
وأبرزت أن مهرجانات المسرح، كما هو الحال بالنسبة إلى مهرجان مكناس، تضطلع بدور هام وفعال في تعزيز دينامية المشهد المسرحي الوطني، على اعتبار أنها تشكل جسرا مهما بين المبدعين والجمهور المتلقي.

ويسعى المنظمون إلى أن يكون مهرجان مكناس للمسرح منصة لتجارب مسرحية عالمية، تكون فيها المدينة الإمبراطورية بتاريخها العريق وتراثها الغني خشبة وجسرا للتلاقي والحوار وتلاقح الثقافات، فضلا عن إبراز ثراء وتنوع الفنون المسرحية، وتعزيز التفاعل الثقافي من خلال عروض متميزة.

وقال الأستاذ بوسلهام الضعيف، مدير المهرجان، إن مسرح الشامات راهن على التكوين المسرحي، وخلق هذه التظاهرة التي تتفرد بها مدينة مكناس. وأبرز أن الأمر يتعلق بمنصة لتكوين الشباب في مجال المسرح وتحسيسهم بمشاهدة الأعمال المسرحية، وكذا بجسر للتلاقي بين المسرحيين من أوروبا وإفريقيا وباقي دول العالم من اجل استشراف المستقبل.

وشكر بوسلهام الضعيف، في معرض كلمة ألقاها بالمناسبة، كل المشاركين والمساهمين في هذه التظاهرة الفنية، وضيوف الحاضرة الإسماعيلية، مشيرا إلى أن أهمية تنظيم هذا الملتقى الفني المتميز يحمل في طياته دلالة خاصة تتجلى أولا في إعادة رد الاعتبار للعاصمة الإسماعيلية مكناس، التي ارتأت التأسيس لمهرجان خاص بها، بعدما تم إبعاد فعاليات المهرجان الوطني للمسرح، الذي شهد ولادته بمكناس وحولت وجهته إلى مدينة تطوان، مضيفا أن مدينة مكناس ما زالت في حاجة لإعادة تنشيط فضاءاتها العمومية عبر تقديم مسرحيات وبرمجة أنشطة ممارسة الركح على أوسع نطاق بتراب المدينة التي تحمل تاريخا وعبقا ثقافيا وفنيا متميزا.

اترك تعليق

يرجي التسجيل لترك تعليقك

شكرا للتعليق