شوارع مكناس تحت رحمة «الفراشة»..أصحاب المحلات التجارية يطالبون المسؤولين بتحرير الملك العمومي

تم النشر بتاريخ 13 ديسمبر 2024 على الساعة 11:08

جريدة العاصمة / خليل المنوني

لم يتبق لأصحاب المحلات التجارية، دافعي الضرائب، المنضوين تحت لواء مجلس تجار المدينة العتيقة بمكناس، الذي يضم خمس جمعيات للتجار، من خيار غير إغلاق محلاتهم بشارعي السكاكين والبزازين بصفة نهائية، وبالتالي تشريد أسرهم وعائلاتهم، بعدما كسدت تجارتهم، نتيجة معاناتهم اليومية مع جحافل«الفراشة»، الذين حولوا حياتهم إلى جحيم لا يطاق، متخذين من أرصفة الشارعين المذكورين والطريق المعبدة فضاءات مفتوحة وأسواقا عشوائية لعرض كل أصناف البضائع والسلع المهربة والملابس الجاهزة والأحذية والمواد الغذائية والأجهزة الإلكترومنزلية ومواد التجميل وغيرها…، في خرق سافر للقانون المنظم للملك العمومي، بل وتحديا كبيرا لما يمكن أن تقوم به سلطات الوصاية بالمدينة من ردع وضرب على يد المخالفين.

وفي هذا الصدد، تساءل صاحب أحد المحلات التجارية المتضررة عن الجهات المستفيدة من وضعية «السيبة»، التي يعرفها شارعا السكاكين والبزازين، في ظل ضعف وفتور حملات تحرير الملك العمومي، التي تقودها السلطات الإدارية والجماعية والأمنية في فترات نادرة ومتباعدة، درا للرماد في عيون العباد، ليعود الوضع إلى حالة التسيب قبل أن يرتد إلى المرء طرفه، يقول المتضرر عينه.

وقال” أعيانا طول الصبر وأتعبتنا كثرة الشكايات والمراسلات والعرائض الموجهة إلى المسؤولين بجهة فاس – مكناس، وأنهكتنا عشرات الوقفات الاحتجاجية، التي نظمناها في فترات متقطعة، لعل أصداءها تصل إلى مسامع المسؤولين وممثلي السلطات المحلية، الذين يبدو أن لهم”وجهة نظر” أخرى غير السهر على راحة المواطنين والتجار والعمل على توفير شروط الأمن والسلامة والسكينة لهم. أصبحنا نشعر بالغبن وكثير من«الحكرة»، كما أننا سئمنا من تمادي جحافل«الفراشة» في بسط سيطرتهم على الشارعين، ما يهدد تجارتنا بالكساد والبوار، علما أننا ملزمون بدفع الضرائب ومستحقات الدولة بانتظام”.

وأكد المتحدث نفسه، في حديث لـ«العاصمة»، أن «الفراشة» باحتلالهم للملك العمومي المجاور لمحلاتهم يسيئون للمنظر العام ولرونق الشارعين، في خرق سافر للقانون، فضلا عن عرقلتهم لحركة السير والجولان.

وشدد المعني بالأمر على أن «الفراشة» ألحقوا بهم ضررا كبيرا وجسيما، مطالبا عبد الغني الصبار، عامل صاحب الجلالة على عمالة مكناس، وعباس الومغاري، الرئيس الجديد للجماعة الحضرية للمدينة، بالتدخل العاجل بما يخوله لهما القانون، من أجل القيام بالإجراءات الضرورية، لرفع الضرر عنهم وحمل «الفراشة»، الذين استباحوا الشارعين على إخلائهما، مبرزا أنه سبق لأصحاب المحلات التجارية تقديم شكايات إلى الجهات الوصية بخصوص الموضوع نفسه، دون أن تجد آذانا صاغية.

يشار إلى أن تناسل«الفراشة» بالعاصمة الإسماعيلية يكرس فشل تجربة الأسواق النموذجية، التي تم تشييدها لإيواء الباعة داخلها بسومة كرائية معقولة، لا تتعدى 150 درهما في الشهر، لكن مع مرور السنوات ظلت هذه الأسواق شبه فارغة من الباعة، الذين سرعان ما عادوا إلى ممارسة نشاطهم في الأماكن العمومية والساحات والممرات.

اترك تعليق

يرجي التسجيل لترك تعليقك

شكرا للتعليق