نتائج مثيرة..أطروحة جامعية تقارب موضوع الفضاءات الترفيهية العمومية بمدينة فاس
تم النشر بتاريخ 11 نوفمبر 2024 على الساعة 12:57
جريدة العاصمة
كشفت نتائج بحث أجراه الباحث محمد النية، في إطار أطروحة ناقشها مؤخرا بكلية الآداب العلوم الإنسانية-ظهر المهراز، عن سيادة حالة عامة من عدم الرضا على وضعية الفضاءات والأنشطة الترفيهية بمدينة فاس. وتحدثت نتائج هذا البحث عن تطلع واضح للإرتقاء بوضعية هذه الفضاءات.
وقال الباحث النية إنه “يبدو أن توفر سياسة عمومية للترفيه، سيكون مدخلا ضروريا لإحداث نقلة نوعية في وضعية الفضاءات الترفيهية، وتثمين وظائفها بالمجال والمجتمع الحضريين”.
وخلص الباحث في عرض قدمه أمام لجنة المناقشة، إلى أن التحولات التي عرفتها الفضاءات الترفيهية العمومية بمدينة فاس لم تكمن من مواكبة الدينامية الديمغرافية والمجالية التي شهدتها المدينة.
واعتبر بأن هذا الأمر أدى إلى تكريس العناوين الكبرى لأزمة الفضاءات والأنشطة الترفيهية بالمدينة، وفي مقدمتها أزمة التنوع، واختلالات التوزيع المجالي، إضافة إلى أزمة الوظيفة الاجتماعية، واستمرار تهميش الترفيه وفضاءاته ضمن برامج التخطيط والتدبير الحضريين.
وأكد الباحث ذاته أن تجاوز هذه الاختلالات سيظل رهينا بحدوث تحولات نوعية تشمل مؤشرات التنمية الحضرية في مختلف أبعادها الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والمجالية، كما تمس المحددات التشريعية والتنظيمية المؤطرة للفعل العمومي بخصوص الترفيه وفضاءاته.
وفي هذا الصدد، تحدث الباحث في هذه الأطروحة التي نال بموجبها شهادة الدكتوراه بميزة مشرف جدا مع التنويه والتوصية بالطبع، عن الحاجة الى “سياسة عمومية للفضاءات الترفيهية العمومية”، غايتها توسيع الولوج إلى الخدمات الترفيهية العمومية، وإدماج الفضاء والفعل الترفيهي ضمن جهود معالجة المعضلات الاجتماعية والقيمية بالمجتمع الحضري.
وكانت رحاب مركز تكوينات الدكتوراه التابع لجامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس، قد شهدت يوم الثلاثاء 5 نونبر الجاري مناقشة هذه الأطروحة الجامعية لنيل شهادة الدكتوراه في الجغرافيا، وذلك تحت عنوان “الفضاءات الترفيهية بمدينة فاس: مقاربة سوسيومجالية”.
الأطروحة كانت تحت إشراف الدكتور بوشتى الخزان، وضمت لجنة المناقشة كل من الأستاذ محمد البغدادي رئيسا، والأستاذ بوشتى الخزان مشرفا ومقررا، والأستاذ امحمد المولودي والأستاذ محمد شكري والأستاذ جواد أبو زيد والأستاذ بنسالم الرويجل، أعضاء.
واستعرض الباحث أمام لجنة المناقشة، السياق العام لموضوع الترفيه وفضاءات ممارسته بالمجال الحضري سواء في السياق العام العالمي أو في سياق المجتمع الحضري المغربي وضمنه مدينة فاس.
وأكد أن الدافع من وراء اختيار الموضوع ينبع من الأهمية التي أضحت يحظى بها الترفيه وفضاءاته ضمن المدينة المعاصرة، مقابل ضعف الاهتمام بها بالمدينة المغربية وندرة الدراسات التي تصدت لها بالدراسة وخاصة ضمن حقل الجغرافيا.
فيما أكدت الخلاصات المستقاة من تحليل البيانات التي تم تجميعها أن الدينامية الحضرية التي شهدتها المدينة خلال الفترة المدروسة تعد من المحددات الأساسية لتطور الفضاءات الترفيهية العمومية، وأن هذا التطور لم يفلح في تجاوز العديد من اختلالاتها المزمنة: أزمة التنوع، عدم كفاية الجهد العمومي، تركز كبير بنطاقات محدودة من المدينة.
أما على صعيد الممارسات الترفيهية التي تحتضنها هذه الفضاءات فقد تبين أنها تتميز بهيمنة طابع البساطة والرتابة من جهة، والمجانية أو ضعف التكلفة من جهة أخرى، كما أنها تظل، رغم تحولاتها، مؤطرة بالأوضاع السوسيواقتصادية للأفراد، وبالمحددات الاجتماعية والثقافية، إلى جانب وضعية فضاءات هذه الممارسة.
وعلى المستوى الوظيفي الاجتماعي، أبرزت نتائج الدراسة أن محدودية العلاقات الاجتماعية التي تمارس في إطارها الانشطة الترفيهية تساهم في تحجيم وظيفتها الاجتماعية، خاصة مع اكتساح الترفيه الرقمي لفضاءات.الترفيه بالمدينة.