في ذكرى المسيرة الخضراء..انتصارات تاريخية في معركة الدفاع عن الوحدة الترابية
تم النشر بتاريخ 6 نوفمبر 2024 على الساعة 13:46
جريدة العاصمة
سياق تاريخي لتخليد الذكرى الـ49 للمسيرة الخضراء، ومن أبرزها إعلان فوز دونالد ترامب، في الانتخابات الرئاسية الأمريكية، مع ما يعنيه ذلك من إعادة تفعيل مضامين الاتفاق الثلاثي الذي وقع منذ ما يقرب من أربع سنوات بين كل من الولايات المتحدة الأمريكية، والمغرب وإسرائيل.
وبموجب هذا الاتفاق، اعترفت الولايات المتحدة الأمريكية بمغربية الصحراء، وهو اعتراف شكل تحولا تاريخيا مهما في معالجة ملف النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية. لكن تفعيل مضامين الاتفاق، بحسب عدد من المراقبين، مر بمرحلة فتور في عهد الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته، جون بايدن.
ومن المرتقب أن تشكل عودة ترامب إلى البيت الأبيض، بداية جديدة لاستئناف مسار حسم النزاع المفتعل حول الأقاليم الجنوبية، مقابل تكريس عزلة الخطاب الجزائري
المناوئ .
كما أن تخليد الذكرى الذي تعتبر من الملاحم البطولية التي مكنت من استرجاع الأقاليم الجنوبية من الاحتلال الإسباني، يأتي أياما قليلة على الزيارة التاريخية للرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، للمغرب، وهي الزيارة التي ألقى فيها خطابا تاريخيا في البرلمان، أكد فيها الموقف الفرنسي الذي بصم على تحول تاريخي حاسم تجاه قضية الصحراء المغربية، حيث اعترفت فرنسا بمغربية الصحراء، واعتبرت بأن الحكم الذاتي في إطار السيادة المغربية هو الحل الوحيد لتجاوز هذا النزاع المفتعل. وتمخضت هذه الزيارة عن اتفاقات مهمة، ومنها برامج استثمار في الأقاليم الجنوبية.
وكانت قبل ذلك إسبانيا قد اعترفت بسيادة المغرب على أراضيه في الجنوب، وأكدت أن الحكم الذاتي هو الحل الأكثر واقعية لتجاوز هذا النزاع المفبرك من قبل الجارة الجزائر والتي ظل هاجسها الرئيسي في عقيدتها هو معاكسة المغرب في وجدته الترابية.
ونجح المغرب في كسب اعتراف عدد كبير من الدول في القارة الأفريقية، وفي أمريكا اللاتينية، ومنها دول قررت فتح مصالح قنصلية لها في مدينة الداخلة.
وتكرس كل هذه المستجدات الأساسية النجاح الباهر للسياسة الخارجية المغربية تحت القيادة الحكيمة لصاحب الجلالة محمد السادس، حفظه الله، والتي ظلت تحقق اختراقات مهمة، في أفق الطي النهائي لهذا الملف.
واستطاع المغرب أن يخلق من مناطق الجنوب قطبا تنمويا مهما بمشاريع استثمارية كبيرة. كما نجح في إطلاق برامج مهمة لتطوير البنيات التحتية الأساسية في هذه المناطق، في إطار سياسة بناء بناءة، مع الاستمرار في فتح أوراش واعدة يؤكد كل المتتبعين بأنها ستساهم في تحويل المنطقة إلى قطب اقتصادي كبير في السنوات القادمة.