الجمعية الوطنية للإعلام والناشرين تعقد جمعها العام العادي
تم النشر بتاريخ 21 سبتمبر 2024 على الساعة 12:16
انعقد الجمع العام العادي للجمعية الوطنية للإعلام والناشرين (ANME) يوم الجمعة 20 شتنبر في فندق سوفيتل بالدار البيضاء، بحضور الأعضاء ومجموعة من الفاعلين الأساسيين في القطاع الإعلامي المغربي.
وشكل هذا اللقاء فرصة لمناقشة التحديات التي تواجه قطاع الصحافة الوطنية، والتطرق إلى الإصلاحات الضرورية لضمان تطوره، خصوصاً في ظل التحضيرات الجارية لاستقبال أحداث دولية كبرى مثل كأس العالم 2030.
وافتتحت الجلسة بكلمة ألقتها فاطمة الورياغلي، نائبة رئيسة الجمعية، حيث أكدت على أهمية هذا الاجتماع الذي اعتبرته فرصة لتقديم التقريرين الأدبي والمالي، بالإضافة إلى مناقشة القضايا المتعددة التي تؤثر على الصحافة الوطنية. وأوضحت الورياغلي أن الجمعية أطلقت عدة مشاريع لمعالجة هذه التحديات، إلا أن العقبات لا تزال قائمة وتتطلب المزيد من الجهود.
ومن جانبه قدم مختار الغزيوي، الأمين العام للجمعية، تقريرًا أدبيًا استعرض فيه مسيرة الجمعية منذ تأسيسها، مشيرًا إلى أن إنشاء الجمعية جاء في فترة حاسمة، تزامنت مع أزمة جائحة كوفيد-19 التي هددت استمرارية القطاع الإعلامي. ورغم حداثة عهد الجمعية، إلا أنها اتخذت خطوات مهمة للحفاظ على أجور الصحافيين، وذلك بفضل قيادة رئيس الجمعية، إدريس شحتان.
وفي سياق استعدادات المغرب لتنظيم كأس العالم 2030، طرح الغزيوي تساؤلاً جوهريًا حول جاهزية الصحافة الوطنية لمواجهة التحديات المرتبطة بهذا الحدث الكبير، مشددًا على ضرورة إعادة هيكلة الصحافة الرياضية، في ظل الملاحظات السلبية التي رافقت تغطية مونديال قطر 2022، وتنامي السلوكيات غير المهنية. كما دعا إلى تعزيز التكوين المستمر للصحفيين لتحسين مستوى الكتابة الصحفية والاتصال.
وفي سياق متصل، تناول خالد الحري، أمين مال الجمعية، الوضع المالي، مشيرًا إلى أن ميزانية الجمعية الحالية تبلغ 342 مليون سنتيم، مقارنة بـ 638 مليون سنتيم في البداية، مع توضيح أن نفقات التشغيل السنوية تصل إلى 538 مليون سنتيم، مدعومة بشكل كبير من وزارة الإعلام. وأوضح أن الإدارة الحكيمة للموارد مكنت الجمعية من تحقيق فائض قدره مليون درهم، تم توجيهه لتنظيم دورات تدريبية لغوية للصحافيين بهدف تعزيز قدراتهم في التواصل الدولي.
مما أثنى عبد المنعم دلمي، الرئيس الشرفي للجمعية، على التطورات التي شهدتها الجمعية في تكيّفها مع التغيرات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية. وأكد أن الجمعية باتت توفر للقطاع الإعلامي منصة للتعبير بصوت موحد، مع التركيز على القيم الأخلاقية والمهنية، مشيدًا بالدينامية التي يتمتع بها رئيس الجمعية في معالجة مشكلات القطاع.
وفي مداخلة له، تحدث يونس مجاهد، رئيس المجلس الوطني للصحافة، عن إحدى أبرز تحديات الصحافة الوطنية والمتمثلة في ضعف هيكلة المؤسسات الصحفية. ودعا إلى ضرورة إصلاح هذه المؤسسات لضمان احترام المعايير الأخلاقية، مثل تجنب الانتحال والالتزام بالمهنية، مشيرًا إلى أن “الصحافة القوية والمهنية هي الوحيدة القادرة على مواجهة الأزمات التي يعاني منها القطاع”.
عبد الكبير أخشيشن، رئيس نقابة الصحافة الوطنية، ندد بدوره بالهشاشة التي يعيشها القطاع، مطالبًا بإعادة صياغة الإطار القانوني للصحافة الوطنية، وتأكيد أهمية التعاون بين النقابة والجمعية لتحسين أوضاع الصحافيين. من جانبه، أعرب عبد الله البقالي، رئيس المجلس الوطني لبطاقة الصحافة، عن قلقه إزاء انتشار “الصحافيين المزيفين”، مشيرًا إلى أن 40% من بطاقات الصحافة تُمنح لأشخاص لا يستوفون المعايير المهنية.
واختتم إدريس شحتان، رئيس الجمعية، أعمال الجمع العام، معبرًا عن قلقه من تزايد أعداد “الصحافيين المزيفين” والمؤثرين الذين يفتقرون للمعايير المهنية، مؤكداً أن الجمعية تعمل على إصلاح نظام الدعم المالي للصحافة، مع فرض معايير صارمة لضمان استفادة المؤسسات المؤهلة فقط.