قصر المعارض بتازة.. من رمز الإزدهار إلى أطلال النسيان
تم النشر بتاريخ 19 أغسطس 2024 على الساعة 12:00
جريدة العاصمة
شهدت مدينة تازة تراجعاً ملحوظاً في مرافقها الحيوية والثقافية خلال العقدين الماضيين، وفي مقدمتها قصر المعارض الشهير “لا فوار”، هذا الصرح الذي كان يوماً ما قلب المدينة النابض، حيث شكل على مدى ثلاثة عقود منصة رئيسية للتجارة والترفيه.
في الفترة الممتدة من الستينيات إلى التسعينيات، كان المعرض يستقطب آلاف الزوار كل صيف، وقد تميز بعروضه التجارية المتنوعة، والمنتجات التقليدية الأصيلة، إضافة إلى العروض الترفيهية الفريدة كعرض الأسود و”حائط الموت” الشهير.
لكن منذ مطلع الألفية الجديدة، بدأت ملامح التدهور تظهر على هذا المعلمة وغيرها من المرافق الحيوية في المدينة،وعبرت فعاليات مدنية بتازة عن استيائها من تراجع الاهتمام بالمرافق العامة، متهمين المجالس المتعاقبة بالإهمال وسوء التدبير.
ولم يقتصر الأمر على قصر المعارض فحسب، بل امتد ليشمل العديد من المعالم الأخرى كالحوض المائي بحديقة البلدية، وحديقة الأطفال، وإسطبل الخيول، والحمام العمومي، وملاعب التنس، والمسبح الأولمبي البلدي، والمسجد الأعظم، إضافة إلى نافورات وسط المدينة.
كما طال هذا التراجع الأنشطة الثقافية والفنية بالمدينة، حيث توقفت مهرجانات عريقة مثل مهرجان باب بودير، ومهرجان اللوز بأكنول، ومهرجان مسرح الطفل الدولي.
ويتساءل المراقبون عن مصير هذه المرافق والأنشطة التي كانت يوماً ما مصدر فخر لسكان تازة، داعين المسؤولين إلى التحرك العاجل لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من تراث المدينة الثقافي والحضاري.