أزمة طلبة الطب والصيدلة بالمغرب لازالت تراوح مكانها تُهدّد مستقبل الطلبة الأطباء
تم النشر بتاريخ 16 أغسطس 2024 على الساعة 13:31
جريدة العاصمة
في خضم أزمة طلبة الطب والصيدلة التي تمتد لأشهر، يتهم الطلبة وزير التعليم العالي بالتعنت وعدم الاستجابة لمطالبهم العادلة، فيما يرى مراقبون أن حل الأزمة يقتضي تنازلات متبادلة وإعادة النظر في قرارات وزارية مثيرة للجدل.
بعد تسعة أشهر على إضراب طلبة الطب والصيدلة بالمغرب عن الدراسة واستمرار مقاطعتهم للامتحانات، باتت الأزمة تهدد مستقبل جيل كامل من الأطباء والصيادلة وأطباء الأسنان في البلاد. وسط غياب حلول واضحة لإنهاء الأزمة، توعد وزير التعليم العالي والبحث العلمي عبد اللطيف ميراوي بمنح نقطة الصفر للطلبة المقاطعين، في خطوة اعتبرها خبراء تدخلاً غير مبرر في صلاحيات الأساتذة.
من جانبهم، قبل الطلبة المقترح الحكومي لحل الأزمة شريطة تعديل بعض النقاط الرئيسية، كإعفاء الدفعات الخمس الأولى من قرار تقليص سنوات الدراسة، ورفع العقوبات التأديبية المفروضة عليهم، ومنحهم فرصتين لاجتياز الامتحانات في كل فصل دراسي.
يرى رئيس المرصد الوطني للتربية والتكوين محمد الدرويش أن العقوبات المفروضة على الطلبة غير قانونية، وأن تأجيل تطبيق قرار تخفيض سنوات الدراسة ممكن تنظيميًا. كما انتقد منح الطلبة الحق في اجتياز الامتحانات دون تلقيهم دروسًا خلال الإضراب، معتبرًا إعلان الوزير منحهم نقطة الصفر تدخلًا في صلاحيات الأساتذة.
من جهته، قال مصدر من اللجنة الوطنية للطلبة إنه “من غير المعقول عجز الحكومة عن حل الأزمة بعد 7 أشهر”، مطالبًا المسؤولين باستقالتهم. ويؤكد الدرويش أن الوزارة أخطأت في تدبير الأزمة، لكنه يحمل الطلبة جزءًا من المسؤولية لدخولهم في التصعيد منذ البداية.
وتظل الأزمة مستعصية، ويبقى الحل رهينًا بتنازلات متبادلة من الطرفين الحكومي والطلابي، وإعادة النظر في قرارات وزارية مثيرة للجدل، قبل أن يصبح مستقبل جيل من الكوادر الطبية على المحك.