سوق الجملة للخضر والفواكه بفاس.. فوضى و نزيف مالي من يستخلص ممن.. وسط شبهات تثير الشكوك

تم النشر بتاريخ 29 يوليو 2024 على الساعة 19:10

جريدة العاصمة

أصبح سوق الجملة للخضر والفواكه بفاس حديث العام والخاص بسبب حالة الفوضى و الشبهات التي تنخر تدبيره ، مما يهدد مداخيل هذا المرفق الحيوي ويؤثر على الأمن الغذائي للساكنة على إعتبار أنه أكبر سوق للجملة في الجهة.

وفي جولة سريعة قامت بها جريدة “العاصمة” داخل السوق عاينت فوضى عارمة، حيث لاحظت إستغلال ساحة بداخل السوق بطريقة مشبوهة، حيث أكدت المصادر أن أصحاب الشاحنات يؤدون مبلغ 100 درهم للشاحنة متسائلين عمن يستخلص هذه المبالغ بعشوائية دون رقابة، مما يثير الشكوك حول ممارسات مشبوهة خارج القانون.

بالإضافة لذلك عاينت مصادر العاصمة دخول بعض الشاحنات فيما يظهر محملة بصناديق فارغة في الأعلى، بينما أكدت ذات المصادر أن نصف تلك الشاحنات مملوءة بصناديق تحتوي على خضر وفواكه فيما إعتبرته ذات المصادر تلاعبات خطيرة تضيع على المدينة مداخيل مالية مهمة وسط تعتيم كبير، كما أن إنتشار بعض الأنشطة التجارية داخل السوق والبعيدة عن تخصصه تطرح العديد من التساؤلات حول المستفيدين منها، كما يعيش السوق على وقع غياب مجموعة من المرافق الحيوية داخله مما يخلق فوضى كبرى وانعدام التنظيم وسوء التدبير والتنسيق.

 

 

وتشير الأرقام التي تتوفر عليها جريدة “العاصمة” إلى كارثة حقيقية على مستوى مداخيل السوق، حيث تراجعت بشكل كبير بسبب سوء التدبير، و بالإضافة إلى إختلالات مرتبطة بكثرة المتدخلين مما خلق فوضى تذهب ضحيتها خزينة المجلس الجماعي.

 

في ذات السياق، كان المجلس الأعلى للحسابات قد رصد إختلالات كبرى تضيع عن المدينة مداخيل مهمة، وكان وزير الداخلية، عبد الوافي لفتيت قد أكد أن أسواق الجملة تعرف مجموعة من الاختلالات في مجالات التنظيم والتدبير وآليات الاشتغال، مما ينعكس سلبا على الدور المنوط بها خاصة على مستوى الخدمات التي توفرها للمنتجين والتجار والمستهلكين على حد سواء، مشيرا إلى إعداد مشروع قانون لتنظيم هذه الأسواق.

 

وتضم الشبكة الوطنية لأسواق الجملة للخضر والفواكه، وفق الوزير، حوالي 38 سوقا منها 8 غير مهيكلة، ويبلغ رقم معاملاتها ما يقارب 7 مليار درهم سنويا وتسمح بتسويق ما يناهز 3,5 مليون طنا من الخضر والفواكه، وتساهم في خلق رواج اقتصادي وتجاري مهم، وفي تشغيل اليد العاملة، وتمكين ميزانيات الجماعات من مداخيل جبائية مباشرة.

 

ولمحاولة التهرب من مسؤوليته كان نائب عمدة جماعة فاس والمفوض له تدبير سوق الجملة للفواكه والخضر قد راسل العمدة برسالة مؤرخة بتاريخ 11 اكتوبر 2023 ، يعترف فيها بوجود إختلالات وإشاعات مطالبا العمدة بالتدخل لمعالجتها، وهو ما اعتبره كثيرون مناورة للهروب إلى الأمام للمحاججة وقتما فتح تحقيق في هذه الإختلالات.

اترك تعليق

يرجي التسجيل لترك تعليقك

شكرا للتعليق