بورتري محمد شوكي.. المنسق الجهوي الأكثر نجاحا بحزب الأحرار.. إبن بولمان الذي رفع سقف طموح التجمعييين عاليا

تم النشر بتاريخ 29 يوليو 2024 على الساعة 14:02

جريدة العاصمة

في 17 من شهر دجنبر من سنة 2019، قرر حزب التجمع الوطني للأحرار تعيين محمد شوكي منسقا للحزب بجهة فاس -مكناس، خلفا لمحمد عبو الوزير السابق، ليرث إبن بولمان تركة مليئة بالمشاكل والإصطدامات بالإضافة لفراغات كبرى في عدد من الأقاليم التي كان تواجد الأحرار فيها شبه منعدم .

فكان حضور التجمع يتلخص في ثلاثة أقاليم فقط، تاونات بدائرة- تيسة تاونات، وفاس بدائرة فاس الجنوبية، ومكناس بفعل تواجد عائلة الطاهري، بمعنى أن الحزب كان مرتبطا بأشخاص وليس بمؤسسة حزبية قائمة الذات، ليدخل رجل المال والأعمال في رحلة البحث عن نتائج مشرفة تعكس عقد النجاعة الذي تم التوقيع عليه يوم 23 يوليوز 2020، بين حزب التجمع الوطني للاحرار في شخص رئيس الحزب عزيز أخنوش، والمنسق الجهوي محمد شوكي بمعية المنسقين الاقليمين للأقاليم 9 المكونة للجهة.

راهن الكثيرون أنذاك على هزيمة الرجل حتى في بولمان، وأنه لن يستطيع الظفر حتى بمقعده الانتخابي، وأن مقعدين فقط بإمكانه أن يتحصل عليهما هما فاس ومكناس، المسار إنطلق ورغم كل الملاحظات إستطاع شوكي جمع المجد السياسي من كل الأطراف، ليحصل بجهة فاس مكناس على 11 مقعدا مباشرا بمجلس النواب من أصل 11 الممكنة، بالإضافة إلى مقعدين عن اللائحة النسوية للانتخابات التشريعية، و مقعدين بمجلس المستشارين عن طريق الغرفة الفلاحية ومجلس الجهة، ورئاسة الحزب لغرفتين مهنيتين واكتساح تام للصناديق في الانتخابات الجماعية والجهوية في كل الجماعات الحضرية والقروية والمرتبة الأولى بالانتخابات الجهوية.

أرقام لا أظن أن شوكي بنفسه كان يتوقعها، والغريب أنها جاءت في مناطق لم يكن لحزب الأحرار ذكر فيها حتى على سبيل المزاح، ولكن الحقيقة أن رئيس فريق التجمع بمجلس النواب صال وجال خلال سنتين بالطول والعرض بجهة فاس ومكناس، وخطط بشكل ذكي بمعية فريقه ليحقق إنتصارا ساحقا وصل صداه لأبعد نقطة بمدينة الرباط ومراكز القرار داخل التجمع الوطني للأحرار.

 

اليوم رفع شوكي السقف عاليا، وأتى على الأخضر واليابس خلال أول إمتحان له خلال الإنتخابات التشريعية الماضية، وهنا نطرح سؤالا هل سيستطيع المحافظة على نفس المكتسبات، وهل يتوفر النائب البرلماني عن دائرة بولمان عن الأدوات اللازمة لفعل ذلك؟ يقول أحد المتخصصين السياسيين بجهة فاس مكناس : ” من الصعب أن يحصل التجمعيين على نفس الرقم العددي خلال انتخابات 2026، تغييرت الكثير من المعطيات وحتى الرغبة إنخفضت واقترف عدد من المحسوبين على التجمع أخطاء كبرى في مسار 2021-2026، قد تجعل من مهمة شوكي صعبة جدا لإعادة مجد 8 شتنبر إن لم نقل مستحيلة”.

 

وتحدث شخص آخر من المقربين لمحمد شوكي لجريدة “العاصمة”عن أسباب هذا الفوز الكبير وإمكانية تحقيق نفس النتائج في 2026 فقال” شوكي إنسان خدوم ورجل يعمل بصمت ولم يكتفي بالفوز بل هو الآن يتابع كل كبيرة وصغيرة ويحاول إنجاح التجربة لتحقيق إنتصار ساحق خلال إستحقاقات 2026، وأن له مزايا قل نظيرها في أي سياسي، حيث بإمكانه مفاجأة المشهد السياسي من جديد”.

 

 

وسط كمية هذا الثناء على الرجل من كل المقربين والذين أجمعوا على أخلاقه العالية وتربيته الرفيعة وكفاءته السياسية، قامت جريدة “العاصمة” يإعداد تقرير عن أبرز إنجازات باقي المنسقين الجهويين في باقي الجهات، لنصل لحقيقة أن المنافسة في الأصل غير موجودة، لأن المنسق الجهوي محمد شوكي يتصدر قائمة أفضل منسق جهوي للحزب وبفارق كبير على أقرب المنافسين، ولعل لغة الأرقام خير دليل على قيمة الإنجاز خلال انتخابات 2021 .

 

وواصلت جريدة “العاصمة” بحثها وتحليلها عن مسار الرجل، وطرحها للأسئلة على مختلف الفرقاء والسياسيين، فتحدث أحد الخصوم دون ذكر إسمه قائلا: ” محمد شوكي في بولمان تفوق على الجميع حتى أقوى الأسماء ولا أخفيكم أننا أصبحنا نتحدث على مقعدين فقط في دائرة بولمان الانتخابية لأن المركز الأول أصبح أمره محسوما”.

 

ولد شوكي سنة 1977 ببولمان متزوج وأب لطفلين ساعدت خلفية شوكي في التحليل المالي والخبرة السياسية على بسط مختلف الإشكالات في الجهة، فإبن بولمان خريج “جامعة الأخوين” بإفران، و”جامعة ج. سي. سميث” بكارولينا الشمالية، كما حصل على شهادة الخبرة الدولية في التحليل المالي وشهادة مهنية عن صناديق التحوط الدولية بالإضافة لخلفية عائلته السياسية و تجذرها في مقاومة الإستعمار.

 

تقلد شوكي رئاسة لجنة المالية في مجلس النواب خلال النصف الأول من الولاية الإنتدابية و رئيس فريق برلمانيي التجمع الوطني للأحرار في النصف الثاني من الولاية الإنتدابية الحالية.

 

بفضل الحوار والتواصل بين كل مكونات الحزب بالجهة تمكن شوكي من وضع لبنة حقيقية لحزب قوي، كان آخرها الظفر بمقعد الإنتخابات الجزئية بدائرة فاس الجنوبية لتزداد حقيبة برلمانيي الحزب حقيبة جديدة، ويؤكد بذلك جدارته في قيادة التجمعيين في الجهة، ويضيف البرلماني رقم 14 لجهة فاس مكناس في رقم غير مسبوق بين جميع جهات المملكة المغربية داخل حزب التجمع الوطني للاحرار.

برغم إيجابيات الرجل يؤاخذ عليه أنه في بعض الأحيان يعتمد على بعض الأشخاص الضعاف على مستوى الكفاءة السياسية و التدبيرية، وحتى في فريقه الخاص نجد فيه نوعا من التساهل وأن التواجد قربه لا تتحكم فيه الكفاءة نهائيا، أمر قد يسقطه في إشكالات وتعقيدات، كما أن ضعف لغة التواصل في بعض اللحظات قد تجعل عددا من أعضاء الحزب ينفرون من مساعدة الرجل والتعاون معه إذا لم يتم إصلاح هذا الخلل قبل الإستحقاقات المقبلة، لكن رغم كل ذلك يبقى محمد شوكي قيمة مضافة للتجمعيين بجهة فاس-مكناس، ونقطة الضوء وسط الظلام المتواجد في الكثير من الأماكن.

 

وختاما ينتظر محمد شوكي إمتحان صعب يتجلى في الإستحقاقات المقبلة ( 2026-2027) ، حيث يعول الحزب على خبرته في حصد نتائج كبرى على صعيد الغرف المهنية و التشريعية والإنتخابات الجماعية، فهل سيجد شوكي التوليفة المثالية لحصد نتائج مبهرة و يؤكد بالملموس أنه قيادي محنك بجهة فاس-مكناس ؟

اترك تعليق

يرجي التسجيل لترك تعليقك

شكرا للتعليق