تاونات.. على وقع حادث قتل تلميذة بتمضيت فعاليات مدنية بمرنيسة وحوض ورغة العليا تطالب بالتدخل في ملف انتشار المختلين العقليين بالإقليم
تم النشر بتاريخ 21 مايو 2024 على الساعة 10:45
جريدة العاصمة
أكدت فيدرالية آفاق للجمعيات والكفاءات المواطنة بمرنيسة و حوض ورغة العليا بإقليم تاونات أنه على وقع الجريمة النكراء التي اهتزت لها جماعة تمضيت بإقليم تاونات، صباح أمس الاثنين، والتي راحت ضحيتها تلميذة (ف.م)، تبلغ من العمر حوالي 12 سنة، وذلك بعد أن أجهز عيها شخص (ع.د)، تظهر عليه علامات الخلل العقلي، ذبحا باستعمال سلاح أبيض قرب مدرستها الكائنة بدوار تيزاغت التابع لقيادة تمضيت مرنيسة بالمناطق الجبلية للشمال الغربي لإقليم تاونات.
و أشارت الفيدرالية أنه بحسب ما ذكرته مصادرها المطلعة، فإن المشتبه فيه، الذي يبلغ من العمر حوالي 45 سنة، قام باعتراض سبيل التلميذة الضحية، التي كانت رفقة تلميذات أخريات، بمنطقة خلاء معروفة بباب الرملة، وهي في طريقها إلى وحدتها المدرسية (فرعية) التابعة لمجموعة مدارس عمر بن الخطاب، قبل أن يذبحها ذبحا باستعمال سكين ليرديها قتيلة في سن الزهور، ولولا ألطاف الله لذبحت باقي التلميذات المرافقة للضحية على إثر ذلك قدمت الفيدرالية تعازيها الحارة لأسرة الفقيدة راجية العلي القدير أن يلهمها الصبر و السلوان.
وأشارت فيدرالية الجمعيات أن هذه الفاجعة التي هزت الرأي العام باقليم تاونات وبمنطقة مرنيسة على وجه الخصوص، أثارت موجة احتقان وتذمر كبيرين من استمرار انتشار الأشخاص الذين يعانون من أمراض عقلية،و الذين يشكلون خطرا محدقا على الامن والاستقرار الاجتماعي، وأعادت هذه الجريمة حسب الفيدرالية الحديث عن كشف المستور حول الأسباب الحقيقية وراء تفشي هذه الظواهر الاجتماعية الشاذة، مؤكدة على ضرورة تسريع تخليص ساكنة اقليم تاونات من ظاهرة إدمان كل أنواع المخدرات وانتشار المختلين عقليا وارتفاع نسبة الإحباط والاحتقان الاجتماعي والانتحارات خلال العقد الأخير، وباعتبارها فاعلا مدنيا ناشطا مسؤولا ومساهما في تخليق ممارسة تدبير الشأن العمومي الى جانب العديد من الفعاليات الجمعوية والحقوقية باقليم تاونات، دعت فيدرالية آفاق للجمعيات والكفاءات المواطنة بمرنيسة وحوض ورغة العليا إلى ضرورة إجلاء المرضى النفسيين وحالات الإدمان الخطيرة، وإحالتهم إلى مستشفيات الأمراض العقلية بالجهة كخطوة مؤقتة وإستباقية من السلطات العمومية ورجال الأمن والدرك، ووضع رقم خاص باقليم تاونات للتبيلغ عن الحالات الخطرة والشاذة لإخضاعها للمراقبة أو الإجلاء وفق الضوابط القانونية والصحية.
وجددت الفيدرالية دعوتها للسلطات العمومية، بضرورة تنظيم حملات محاربة أوكار بيع واستهلاك المخدرات بكل انواعها بتراب اقليم تاونات، وتشديد المراقبة على المؤسسات التعليمية حتى لا تصبح سوقا منتعشة لمافيا ترويج كل انواع المخدرات بالاقليم، مشيرة إلى وجوب إنخراط أرباب المصحات الخاصة باعتبارهم فاعلا اقتصاديا واجتماعيا مهما في المنظومة الصحية باقليم تاونات عبر تنظيم حملات توعوية وتحسيسية وقوافل طبية مختصة، ودعم بعض الحالات الإجتماعية التي تعاني من اختلالات عقلية ونفسية.
وحَمّلت الفيدرالية المديرية الاقليمية للصحة والحماية الإجتماعية كل مسؤولياتها الدستورية والمدنية والمؤسساتية باعتبارها المسؤول الأول والاخير عن صحة وحماية المواطن والمجتمع من الحالات المرضية العرضية التي تهدد الحياة، وتفشي ظواهر الأمراض النفسية والعقلية وما لها من تأثير خطير على أمن الفرد واستقرار المجتمع، ودعت وزير الصحة والحماية الإجتماعية للمملكة المغربية بضرورة تسريع توطين مستشفى محلي خاص بجماعات حوض ورغة وكذلك بباقي تراب اقليم تاونات، بعرض استشفائي وتخصصات صحية متنوعة تهتم بمواكبة التطورات المرضية والظواهر الاجتماعية الصحية الشاذة والمتفشية خصوصا بهذا الاقليم الذي يعاني الاقصاء والتهميش، كما أكدت وجوب إنخراط الفاعل المدني بتبليغ رسمي للسلطات العمومية ورجال الأمن والدرك من طرف كافة الفعاليات الجمعوية ونشطاء الساحة، عن الحالات الخطيرة التي تشكل خطرا على الساكنة والأمن العام بدواوير وحواضر إقليم تاونات.
ودعت فيدرالية آفاق للجمعيات والكفاءات المواطنة الجهات الوصية على عملية إحصاء السكان والسكنى 2024، إلى إدراج الخصوصية العرضية والمرضية لإقليم تاونات في العملية للوقوف على أهم الأسباب والدوافع التي تجعل الاقليم يتصدر لائحة الانتحارات وجرائم المختلين عقليا، وتحديد سبل وآليات محاربة هذه الظواهر الاجتماعية الصحية الخطيرة.