تاونات..جمعيات مدنية تصدر بيانا إستنكاريا ضد جريمة إفراغ المرجان في أودية الإقليم

تم النشر بتاريخ 19 مارس 2024 على الساعة 12:35

جريدة العاصمة

عبرت 4 جمعيات نشيطة  بجماعتي طهر السوق وتمضيت – اقليم تاونات  في بيان إستنكاري تتوفر جريدة العاصمة على نسخة منه عن إستنكارها و سخطها وقلقها العميق إزاء تكرار الجرائم البيئية والتجاوزات غير القانونية في تفريغ مادة المرجان من قبل معصرة الزيتون التابعة لجماعة تمضيت في أنهار وأحواض إقليم تاونات، دون مراعاة للقوانين والسلطات العمومية وصوت المجتمع المدني والنشطاء الحقوقيين،وأطلقت هذه الجمعيات نداءات الخطر منذ سنوات لمحاولة الحد من هذه الظاهرة الخطيرة التي تتكرر في كل موسم عصر الزيتون منذ عقود، دون أي تحرك من الجهات المعنية.
واشارت ذات الفعاليات في بيانها أنه تم توثيق الكثير من الجرائم البيئية وتم حجب آثارها باستخدام آليات وجرافات. هذا بالإضافة إلى تحديد العديد من الفعاليات المهتمة بالبيئة في إقليم تاونات أن بعض معاصر الزيتون يقومون بإلقاء نفايات عملية العصر “المرجان” في المناطق البيئية المجاورة لها، أو في مجاري الأودية والجداول في إقليم تاونات، مما يترتب على ذلك مشاكل بيئية لا يمكن حصرها، مثل تهديد الأمن المائي الاستراتيجي للمملكة المغربية، ونفوق النظام البيئي في الأودية والأحواض، وخطر المياه الملوثة على جودة التربة والزراعة والأنشطة الفلاحية بأنواعها المتعددة والأسماك، بالإضافة إلى ذلك، قام العديد من النشطاء على وسائل التواصل الاجتماعي بالتحذير من تداعيات تلوث المرجان، وأكدوا على ضرورة اتخاذ إجراءات حديثة لمعالجة مادة المرجان وتفعيل القوانين السارية بها، بالإضافة إلى تطبيق إجراءات رادعة من قبل السلطات ذات الاختصاص، للحفاظ على الموارد المائية والبيئية
واضافت ذات الفعاليات أنه من المهم دعم كل فرص الاستثمار الاقتصادي في صناعة الزيتون ومشتقاته، وتسليط الضوء على استغلال مخلفاته، وتعزيز السوق المحلية على المستوى الجهوي والوطني لتسويق المنتجات المحلية وخلق فرص عمل لشباب المنطقة والإقليم، مع احترام تام للإنسان والموارد الطبيعية والقوانين المتعلقة بالبيئة.
وذكرت ذات الجمعيات أن جلالة الملك محمد السادس، في خطاباته وتوجيهاته الملكية السامية، أكد على ضرورة التركيز على ترشيد استخدام المخزون المائي للمملكة والحفاظ على المياه السطحية والجوفية في ظل التحديات المناخية القاسية التي يواجهها البلد، واضافت انه يجب مواجهة جميع ظواهر التلوث وتطبيق أقصى العقوبات على المرتكبين، ومع استمرار تصرف بعض أصحاب معاصر الزيتون في تلويث الموارد المائية الاستراتيجية، وخاصة في منطقة مرنيسة، وعدم الامتثال للقوانين وشروط السلامة والوقاية من المخاطر البيئية، يجب اتخاذ إجراءات صارمة لمعالجة هذه المسألة وتطبيق العقوبات المناسبة.
وشددت هذه الجمعيات عن استنكارها الكبير لاستمرار وتكرار ممارسات إفراغ مادة المرجان من قبل بعض معاصر الزيتون في جماعة طهر السوق بتراب إقليم تاونات. تعتبر هذه الممارسات تهديدًا للأمن المائي للمملكة المغربية، خاصةً أن إقليم تاونات يحتوي على مخزون استراتيجي مائي هام، ويعتبر أحد أهم ركائز برنامج التنمية المستقبلي لتزويد السكان المحليين بهذه المادة الحيوية الأساسية.
كما دعت هذه الجمعيات الجهات المعنية، بما في ذلك السلطات الإقليمية والعمومية في إقليم تاونات وجهة فاس مكناس، إلى فتح تحقيق فوري في هذه الانتهاكات الخطيرة التي ترتكبها بعض معاصر الزيتون، وتسريع تنفيذ أحكام القوانين المتعلقة بتنظيم استغلال الموارد المائية. فالموارد المائية تُعتبر عنصرًا حيويًا وقيمة يسعى المشرع لحمايتها والحفاظ عليها بسبب أهميتها وخطورتها، وقد منحتها قانون الماء رقم 15-36 حماية جنائية، وهي واحدة من أهم تجليات الحماية القانونية للبيئة، حيث يلعب العقاب الجنائي دورًا في تأسيس سيادة القانون عن طريق القضاء الجنائي.
و وجهت هذه الجمعيات للجمعية المهنية لأرباب معاصر الزيتون في إقليم تاونات رسالة لتحمل مسؤوليتها القانونية تجاه الجرائم البيئية التي تحدث في نطاق عملها، واتخاذ جميع التدابير اللازمة للحد من ظاهرة إفراغ المرجان في الاودية والطبيعة، كما دعت إلى استكشاف التجارب والخبرات والأفكار التي تساهم في تعزيز قيمة هذه المادة وخلق فرص استثمار ووظائف حقيقية في المنطقة والإقليم.
كما طالبت هذه الجمعيات السلطات المعنية بتفعيل المنشور رقم 8س/ر ن ع الصادر عن رئاسة النيابة العامة في تاريخ 24 يناير 2018، والذيينص على تشديد العقوبات على مرتكبي الجرائم البيئية، بما في ذلك إفراغ المواد الضارة في المياه. يجب أن تكون هناك رقابة صارمة ومستمرة على العمليات الصناعية والزراعية التي قد تلوث المياه وتهدد البيئة والصحة العامة.
ودعت هذه الجمعيات المجتمع المحلي ووسائل الإعلام إلى تعزيز الوعي بأهمية حماية الموارد المائية وتعزيز الحفاظ على البيئة المحلية. يجب أن يكون هناك توعية عامة حول الآثار السلبية لإفراغ المرجان وضرورة الحفاظ على نقاء المياه وتنوع الحياة البحرية.
وختمت  الجمعيات بيانها بدعوة جميع المتدخلين إلى التعاون والعمل المشترك لمكافحة إفراغ المرجان وحماية المياه بإقليم تاونات، و الإلتزام  بالحفاظ على الثروة المائية والبيئة، وهذا يتطلب تطبيق القوانين وتعزيز الوعي وتعاون جميع الأطراف المعنية.
اترك تعليق

يرجي التسجيل لترك تعليقك

شكرا للتعليق