الملك محمد السادس يدعو لتحسين المنظومة المالية العالمية للتغلب على التحديات 

تم النشر بتاريخ 13 أكتوبر 2023 على الساعة 11:27

جريدة العاصمة

دعا الملك محمد السادس، اليوم الجمعة في مراكش، إلى إعادة النظر في المنظومة المالية العالمية وتحسينها لتحقيق العدالة وتلبية مصلحة شعوبها. وأكد أن التحديات العالمية تتطلب حلولًا عالمية يتم تحقيقها من خلال الوحدة والاحترام المتبادل بين الأمم.

جاءت هذه الدعوة في رسالة وجهها الملك محمد السادس إلى المشاركين في الإجتماعات السنوية لمجموعة البنك الدولي وصندوق النقد الدولي، التي تعقد في مراكش خلال الفترة من 9 إلى 15 أكتوبر الحالي. وتلا الرسالة المستشار الملكي عمر القباج.

وأشار الملك محمد السادس إلى أن التغيرات المناخية تشكل واقعًا جديدًا يواجهه كوكبنا، وأن المشاكل التي يعاني منها العالم لا تزال قائمة، على الرغم من التقدم الذي تم تحقيقه في الماضي.

وأكد أن التشرذم الاقتصادي والتوجهات السيادية تشكل تهديدًا للتقدم الذي تم تحقيقه خلال العقود الأخيرة في ظل التعددية العالمية.

وأشارت الرسالة الملكية إلى دور العولمة في خفض تكاليف الإنتاج وتعزيز التجارة العالمية، مما ساهم في تخفيف حدة التضخم الذي يؤثر على القدرة الشرائية للأسر في جميع أنحاء العالم. ورغم السياسات النقدية المتشددة التي تم تنفيذها، إلا أنها لا تزال تؤثر على النشاط الاقتصادي.

وأضاف الملك محمد السادس إلى أن العولمة ساهمت في تحسين مستويات المعيشة وتحقيق تقدم ملموس، مما ساهم في تحرير فئات واسعة من الفقر. ومع ذلك، لا يمكن تجاهل الآثار الجانبية للعولمة، بما في ذلك زيادة الفوارق والتفاوتات بين الناس.

كما دعا الملك محمد السادس، العاهل المغربي، إلى إصلاح المؤسسات والقواعد التي تحكم نظام تعددية الأطراف في العالم. وأكد أن هذا الإصلاح يتطلب توطيد المبادئ الأساسية للنظام وإشاعة الروح التي تلهمه، حتى يتم الحفاظ على الاستقرار والسلم العالميين وتحقيق التقدم في مواجهة التحديات المشتركة التي يواجهها العالم.

وأوضح الملك في رسالته أن التصدي للتحديات العالمية يتطلب حلولًا عالمية يتحقق من خلال الوحدة والاحترام المتبادل بين الأمم. وأكد أهمية دمج وتقدير التنوع كقيمة مضافة تعزز الاندماج وتجنب الصراعات والانقسامات، مع مراعاة خصوصيات كل دولة ومنطقة. واعتبر أن الاجتماعات السنوية التي تستضيفها مراكش تمثل مناسبة مثالية لإجراء حوار بنّاء حول هذا الإصلاح المهم.

وأشار الملك إلى أنه من الضروري أن تأخذ البلدان في اعتبارها مصائر بعضها البعض، وأنه لا يمكن لأي بلد أن يبني مستقبله بمعزل عن الآخرين، حيث يعتبر هذا المنظور هو الأساس لرؤية التنمية في المغرب. وأشار إلى أن المغرب يعتبر جسرًا بين إفريقيا والشرق الأوسط وأوروبا، ويسعى لتعزيز التعاون مع البلدان الشقيقة والصديقة في القارة الإفريقية من خلال التعاون الجنوب-الجنوب.

وأكد الملك أن المغرب ملتزم بالتعاون الدولي ومشاركة في الخطط والبرامج العالمية، سواء في مجالات التنمية الاقتصادية أو التغيرات المناخية أو مكافحة الإرهاب وتبييض الأموال والأمن السيبراني. وأشار إلى أن المغرب قد أطلق سلسلة من الإصلاحات الكبرى في المجالات الاجتماعية والاقتصادية، وقام ببرنامج ضخم لتطوير البنية التحتية، مع الحفاظ على التوازنات الاقتصادية الضروريةوالتي تهدف إلى تحقيق التنمية المستدامة وتعزيز فرص العمل وتحسين جودة الحياة للمواطنين.

وفيما يتعلق بالإجتماعات السنوية للبنك الدولي وصندوق النقد الدولي، أعرب الملك عن أهمية تعزيز التعاون والشراكة بين الدول الأعضاء وهذه المؤسسات الدولية، ودعم جهود التنمية الاقتصادية والاجتماعية في العالم. وأكد على ضرورة توفير التمويل اللازم للدول النامية لمواجهة التحديات وتحقيق التنمية المستدامة.

وختم الملك محمد السادس رسالته بالتأكيد على أن المغرب ملتزم بالعمل على تعزيز الاستقرار العالمي وتحقيق التقدم المشترك، وأنه سيواصل دعم الجهود الدولية لبناء عالم أكثر عدالة وتعاونًا وازدهارًا للجميع.

وتعكس دعوة الملك محمد السادس إلى إصلاح المؤسسات وتوطيد مبادئ التعددية إلتزام المغرب بالتعاون الدولي والتنمية المستدامة، ويعكس أيضًا دور المغرب كجسر بين القارات ورغبته في تعزيز التعاون مع الدول الأخرى لمواجهة التحديات العالمية المشتركة.

اترك تعليق

يرجي التسجيل لترك تعليقك

شكرا للتعليق