منظومة الصحة ببلادنا.. الى أين؟

تم النشر بتاريخ 26 أغسطس 2023 على الساعة 14:37

جريدة العاصمة

بقلم. عبد اللطيف زغادي

نزولا عند رغبة الأصدقاء والعوام، وحبا في الكتابة وتحريك الأقلام، ووعيا منا أن هناك مواضيع يجب أن تناقش في اليقظة وفي الظلام، ولشرح مفيد ومبسط نتوكل على الله في معالجة عنوان الكتاب لأن اصلاح منظومتنا الصحية على الأبواب والجميع يتنظر الأسباب، ويترقب تنزيل القوانين لنظام صحي عبر التراب.

إنها المنظومة الصحية ببلادنا، عرفت ثورة استبعدت جميع المخططات والاستراتيجيات، ونهجت الوزارة الوصية أسلوب خاص ومتميز لإصلاحها جذريا مراعية الخصوصيات ومستفيدة من الضروريات وعازمة على تحقيق الأولويات. ونحن نتحدث عن الصحة ببلادنا نرى فقط الجانب السلبي ونستنجد بما نراه مسوقا عبر وسائل التواصل لنظم صحية أجنبية تبرز ” الوردية ” وتخبأ ” المآسي ” ولعلمكم فمنظومتنا التي اعتبرناها ملكا وشعبا متهالكة تشيد بها أقلام عالمية وتتنكر لها الأفكار المعادية.
قبل الحديث، لابد أن نستغيث وندق باب الشروح لنعرف بمصطلح ” النظام الصحي ” بوضوح. والقاعدة تدلنا أولا بتعريف هذه النظام دوليا: حيث وضعت المنظمة العالمية للصحة سنة 2007 التعريف الآتي: ” يتكون النظام الصحي من كل المنظمات والأشخاص والأفعال التي تهدف بصورة أساسية إلى تعزيز الصحة أو استردادها أو الحفاظ عليها. ويتضمن ذلك الجهود التي تهدف إلى التأثير على محدِدات الصحة بالإضافة إلى النشاطات المباشرة الساعية إلى تحسين الصحة. لذلك فإن النظام الصحي أوسع من مجرد هرم للمرافق العامة التي تقدم الخدمات الصحية الشخصية. ويشمل مثلًا الأم التي ترعى طفلًا مريضًا في المنزل؛ ومقدمي الرعاية من القطاع الخاص؛ وبرامج تغيير السلوك؛ وحملات مكافحة النواقل؛ ومنظمات التأمين الصحي؛ وتشريعات الصحة والسلامة المهنية. ويشمل النظام الصحي إجراءات مشتركة بين القطاعات ينجزها العاملون في الصحة، كتشجيع وزارة التعليم على تعزيز تعليم الإناث، وهو محدِد معروف جيدًا لتحسين الصحة “.
وبما أن مصطلح ” النظام الصحي ” له عدة دلالات بمعنى (Sémantique)، فيجب عدم الخلط بين المفاهيم حيث نجد اختلاف جلي بين النظام الصحي ونظام الرعاية الصحية مثلا، وبين المنظومة والنظام والنظم، وحتى نبقى حبيسي موضوعنا ” المنظومة الصحية ” فالتعريف مصطلحا واحد، اتفاقيا موحد ووطنيا مختلف حسب القارات والبلدان والأفراد والجماعات والعادات والتقاليد وأساليب الحياة ومنهاج المعارف والعلوم للأشخاص و…و…

لهذا، قررت تناول منظومتنا الصحية حسب مجتمعنا المغربي وخصوصيتنا المتنوعة وثقافتنا المتعددة وجهاتنا المتفاوتة. لا أتفلسف لو قلت لكم النظام الصحي بجهة درعة – تافيلالت مثلا لا علاقة له بنظيره بجهة أخرى من مملكتنا الشريفة. كما سأتيه لو فرضت نفس النظام بنفس الترسانة القانونية والنصوص التنظيمية لأوحد المفهوم وأجني الثمار بنفس الطعم والحلاوة عبر الجهات الاثنى عشرية ببلادنا. تنزيل النظام الصحي يجب أن يراعي جهوية الأفكار وسياسة التوزيع الجغرافي والتقسيم الإداري ومميزات الأقاليم ودراسة العلاقات السببية بين الأوبئة والعوامل وأنماط عيش سكان الجهة الخ. بالفعل تعريف منظمة الصحة للنظام الصحي ضمنت له الجهود التي تهدف إلى التأثير على محدِدات الصحة وهذا ما يختلف من جهة الى أخرى.

سنتناول في حلقاتنا القادمة منظومتنا الصحية من عدة جوانب، وأود ونحن على أبواب تنزيل الترسانة القانونية أن تنظم بكل جهة من جهات المملكة «مناظرات جهوية للصحة أولى ” تخرج بتوصيات تناقش وطنيا في منتدى ” المناظرة الوطنية للصحة الثالثة ببلادنا ” وتصاغ التوصيات النهائية على أسس نصوص تنظيمية للرقي بمنظومة موحدة ومميزة قاسمها المشترك رعاية صحية للجميع. يتبع

اترك تعليق

يرجي التسجيل لترك تعليقك

شكرا للتعليق