جريدة العاصمة
عاش دوار تابع لجماعة مغراوة بإقليم تازة، ليلة سوداء تخللتها فاجعة إنسانية مؤلمة، تمثلت في وفاة جنين داخل رحم والدته، وذلك نتيجة التأخر المأساوي لسيارة الإسعاف في نقلهما إلى مدينة تازة لتلقي الرعاية الطبية اللازمة. حادثة أليمة تسلط الضوء مجددًا على إشكالية تهميش القرى النائية والنقص الفادح في الخدمات الصحية الأساسية، لا سيما ما يتعلق بسيارات الإسعاف.
و أوضحت مصادر أن سيارة الإسعاف الخاصة بجماعة مغراوة لم تكن متاحة في الوقت الحرج، ما اضطر عائلة الجنين للانتظار قرابة 5 ساعات، من العاشرة من مساء أمس الجمعة وحتى الثالثة فجرًا. فترة انتظار طويلة كانت كفيلة بإنهاء حياة الجنين قبل أن يبصر النور.
وأضاف المصدر ذاته أنه رغم المحاولات للتواصل مع رئيس جماعة مغراوة فقد باءت بالفشل، حيث ظل هاتفه خارج التغطية، هذا الوضع دفع عائلة الجنين حسب المصدر إلى الاتصال بقائد المنطقة، الذي سارع بدوره إلى طلب سيارة إسعاف من جماعة بويبلان المجاورة، ورغم هذه الاستجابة، إلا أن سيارة الإسعاف وصلت متأخرة جدًا إلى عين المكان، بعد فوات الأوان.
في هذا السياق أكدت فعاليات مدنية أن هذه الحادثة ليست الأولى من نوعها في القرى والمناطق النائية التابعة لإقليم تازة، التي تعاني تهميشًا واضحًا ونقصًا حادًا في البنى التحتية والخدمات الأساسية، فكثيرًا ما تتكرر حالات وفاة الأجنة أو الأمهات الحوامل وأجنتهن معًا، بسبب الإهمال وغياب التجهيزات الضرورية، ويعزى جزء من هذه المأساة إلى “تعنت” بعض رؤساء الجماعات في توفير سيارات الإسعاف للمواطنين، وغالبًا ما تكون الأسباب “سياسية ضيقة”، يضاف إلى ذلك النقص في المعدات اللوجستية التي تسهل نقل الحالات المستعجلة إلى المستشفى الإقليمي ابن باجة بتازة.
هذه الفاجعة تفرض على المسؤولين طرح تساؤلات جدية حول مدى جاهزية البنية التحتية الصحية في المناطق القروية، وضرورة التدخل العاجل لتوفير سيارات الإسعاف والمعدات اللازمة، لضمان حق المواطنين في الحصول على الرعاية الصحية في الوقت المناسب وتفادي تكرار مثل هذه المآسي.
