المغرب يعلن عن اكتشاف منجم ضخم للقصدير يضعه في مصاف الدول الكبرى المنتجة

تم النشر بتاريخ 9 أبريل 2025 على الساعة 14:36
جريدة العاصمة
في خطوة من شأنها تعزيز مكانة المملكة على خريطة المعادن العالمية، أعلنت الحكومة المغربية عن اكتشاف احتياطي هائل ومؤكد من معدن القصدير الخام يقدر بأكثر من 39 مليون طن في منجم “أشماش” الواقع بالقرب من مدينة مكناس. هذا الاكتشاف النوعي يضع المنجم ضمن أكبر الرواسب غير المستغلة لهذا المعدن الاستراتيجي على الصعيد العالمي.
ويكتسب هذا الاكتشاف أهمية قصوى بالنظر إلى الاستخدامات المتعددة للقصدير في العديد من الصناعات الحيوية، بدءًا من الصناعات الإلكترونية والميكانيكية الدقيقة، مرورًا بتغليف المواد الغذائية في العبوات المعدنية، وصولًا إلى صناعة السبائك عالية الأداء كالبرونز، ودوره المحوري في عمليات تصنيع الزجاج المسطح.
وقد كشفت المعطيات الجيولوجية والتقنية المتاحة أن الشركة الأسترالية المكلفة بالتنقيب اعتمدت على أحدث التقنيات المتطورة، بما في ذلك المسوحات الجيوكيميائية وعمليات الحفر الماسي المتقدمة. وقد أتاحت هذه التقنيات توسيع نطاق الاستكشاف ليشمل مناطق جديدة واعدة، وعلى رأسها منطقة سيدي عدي، حيث تم تنفيذ 18 عملية حفر عميق أسفرت عن تأكيد امتدادات كبيرة للترسبات المعدنية، وذلك وفقًا لما أورده موقع “le360” الإخباري المغربي.
وتعتمد الشركة المشغلة “Atlantic Tin” نموذجًا حديثًا للاستغلال يرتكز على تقنية الاستخراج تحت الأرضي المعروفة بـ “الفودروياج الميكانيكي”. وتتميز هذه التقنية بكفاءتها العالية في التحكم في انهيار الصخور وتقليل التكاليف التشغيلية، بالإضافة إلى تحسين معدلات استخلاص الخام.
وفي تصريح له، أكد الرئيس التنفيذي للشركة، سيمون ميلروي، أن الشركة بصدد نشر تقدير محدث للاحتياطيات القابلة للاستغلال فور الانتهاء من إعداد النماذج الجيولوجية والدراسات الهندسية التفصيلية اللازمة.
ويأتي هذا الاكتشاف في ظل سياق عالمي يشهد ارتفاعًا ملحوظًا في الطلب على المعادن الحرجة، وفي مقدمتها القصدير، مدفوعًا بالنمو المتسارع لأسواق الإلكترونيات الدقيقة، وصناعة السيارات الكهربائية، وتطوير أنظمة الطاقة الذكية. ومن المتوقع أن يسهم هذا الاكتشاف الهام في تعزيز الاقتصاد الوطني وتوفير فرص استثمارية جديدة، بالإضافة إلى دعم جهود المملكة في تحقيق الاكتفاء الذاتي من المعادن الاستراتيجية وتقليل الاعتماد على الاستيراد.