لقاء بوريطة بنظيره المصري يضع حداً لمناورات افتعال ’’الصراع’’ بين البلدين بسبب ’’إثيوبيا’’

تم النشر بتاريخ 10 سبتمبر 2024 على الساعة 17:45

تعيش العلاقات المغربية المصرية على وقع دينامية جديدة وضعت حدا لكل التكهنات التي تداولتها الصحافة الدولية والمصرية على وجه الخصوص، في سياق وقعت فيه المملكة المغربية ونظيرتها جمهورية إثيوبيا، على عدد من الاتفاقيات الاستراتيجية التي تهم التعاون العسكري.

وجاء الرد سريعا على ما تم تداوله من قبل الصحافة، بعد لقاء اليوم الثلاثاء بالقاهرة الذي جمع وزير الخارجية المغربية والتعاون الإفريقي ومغاربة العالم، ناصر بوريطة ونظيره المصري  بدر عبد العاطي وزير الخارجية والهجرة وشؤون المصريين بالخارج، والذي أفضى إلى الاتفاق على  دعم التنسيق والتشاور بين وزارتي خارجية البلدين، من خلال عقد الدورة الرابعة لآلية الحوار والتنسيق والتشاور السياسي والاستراتيجي في أقرب الآجال، وكذا تكثيف زيارات المسؤولين من الجانبين بهدف ضخ دينامية جديدة في علاقات التعاون القائمة بين المملكة المغربية وجمهورية مصر العربية.

ويأتي اللقاء المغربي المصري، ليضع حدا للمناورات الأجنبية، التي ربطت التقارب المغربي الإثيوبي الأخير، على المستوى العسكري، بتوتر بين الرباط والقاهرة، خاصة وأن العلاقة بين مصر وإثيوبيا، تعيش على وقع صراع متزايد بسبب سد النهضة الذي تم تشييده من قبل أديس أبابا بنهر النيل، الأخير الذي يعد القلب النابض للحياة الزراعية والاقتصادية بمصر.

وتجدر الإشارة إلى أن الزيارة الرسمية إلى العاصمة المغربية الرباط، برئاسة برهانو جولا، رئيس الأركان العامة لقوات الدفاع الإثيوبية، شملت مباحثات مع الوزير المنتدب لدى رئيس الحكومة المكلّف بإدارة الدفاع المغربي، عبد اللطيف لوديي، حيث أعرب الجانبان “عن ارتياحهما للمستوى المتميّز الذي بلغته علاقات الصداقة والتعاون بين البلدين”، مؤكّدين “تطلّعهما ورغبتهما المشتركة في تقوية هذه العلاقات النموذجية مستقبلاً”.

وأوضح الجانبان في بلاغ مشترك، أن  ’’المسؤولان ناقشا سبل تعزيز هذا التعاون وتوسيعه ليشمل مجالات أخرى ذات الاهتمام المشترك’’.

وتعد إثيوبيا إحدى معاقل التنظيم الإرهابي الانفصالي ’’البوليساريو’’، مما جعل خطوتها التقرب من المغرب إحدى الخطوات المفاجئة، حيث بدأت في تعديل موقفها تجاه قضية الصحراء المغربية، في مقابل تراجع دعمها لجبهة البوليساريو، مما يعكس التحول في السياسة الإقليمية لإثيوبيا، حيث أصبحت تبدي اهتمامًا أكبر بتعزيز العلاقات مع المغرب.

وبرز هذا التحول في سياق جهود إثيوبيا لتوسيع شراكاتها الاقتصادية، حيث تسعى لتعزيز التعاون مع المغرب في مجالات الاستثمار والتجارة. كما يعكس أيضًا استراتيجية إثيوبيا لتوطيد استقرارها الإقليمي وتعزيز موقعها في السياسة الدولية، من خلال فتح أبواب التعاون المشترك مع المغرب، في ظل إمكانية استفادتها من الشراكة في مجالات الأمن والتنمية والمشاريع الإقليمية الكبرى.

اترك تعليق

يرجي التسجيل لترك تعليقك

شكرا للتعليق