هل فقد التجمعيون شعبيتهم مع المغاربة.. تفاعل ضعيف بصفحات البرلمانيين والقياديين وعجز واضح في قدرة ابرز أسماء الحمامة للدفاع عن حصيلة الحكومة

تم النشر بتاريخ 15 يوليو 2024 على الساعة 14:21

افتتاحية جريدة العاصمة
مدير النشر: طاليس الحسوني

 

اكتشف عدد كبير من المواطنين المغاربة خلال فترات زمنية متقاربة أنهم تعرضوا لأكبر خدعة أو مقلب في تاريخهم، بعدما وثقوا في فترة ماضية وصوتوا لصالح عدد من الأسماء السياسية كل في منطقته منتمين جلهم لحزب التجمع الوطني للأحرار، الذي أظهر ضعفه الكبير في تحقيق الوعود التي سوقها بكل الوسائل إبان انتخابات 8 شتنبر من سنة 2021.

 

اليوم ونحن نقترب من إسدال الستار على السنة الثالثة من الولاية الإنتخابية لحزب الأحرار كحزب يترأس الحكومة المغربية، تتعالى الأصوات من مناطق عديدة موجهة أصابع الإتهام لعدد من الأسماء بعبارات ” منين نجحو ماشفناهم” .. كيخدمو هي ولادهم”.. كيشوفو هي عائلاتهم”… يظهر بوضوح أن إشكاليات كبرى تعاني منها عدد من الأسماء التجمعية والذي انعكس على شعبية الكثريين في الواقع وعبر مواقع التواصل الاجتماعي، إذ نجد أن أغلب البرلمانيين ينشرون أنشطتهم من دون أن تجد أي تفاعل حتى من أصدقاء الأمس، كأنهم يقولون لهم ” عقنا بك لم يعد لك مكان بيننا”.

 

وبما أن التاريخ عنيد و لا يرحم، والمغاربة أناس كرماء وتستطيع دغدغة مشاعرهم مرة أخرى بعبارات جديدة، لأن من اخترع الكذبة الأولى له الإمكانية أن يجهز الثانية، فمن واجبنا أن نفضح كل كسول ومستغل لمنصبه لأغراض عائلية، وكل حزب سياسي استغل المغاربة ليصعد على ظهورهم وبعد ذلك أقفل هاتفه ظنا منه انه فوق الجميع، وهوفي الحقيقة لم يعد له الوجه أن يلتقى مناضلي الأمس لأنه ببساطة يعلم أنه إنسان وسياسي فاشل.

 

ولم تتوقف وقاحة بعض السياسيين عند هذا الحد، بل هناك من إمتهن السمسرة ويريد إستغلال الحزب كوسلية من أجل الوصول لأغراضه الشخصية وتقوية شبكة علاقاته، وهناك من وجد لنفسه مكانا ضمن مجموعة شركات أخنوش، وبحث لأقربائه عن أماكن عديدة في مناطق مختلفة، ولنا في ذلك لائحة بالأسماء سننشرها في الوقت والحين وأشياء أخرى حدثت وتحدث في كواليس الحملات الإنتخابية والتي قد يشكل نشرها صدمة لكل المغاربة.

 

من جهة أخرى، ظهر حزب التجمع الوطني للأحرار خلال نهاية نصف ولايته الإنتخابية عاجزا أمام غضب المواطنين من أجل تسويق إنجازاته، فالمغاربة لم يتقبلوا أغلب الخرجات الإعلامية لأسماء كبرى وقياديين لهم وزنهم داخل بيت الحمامة، حسب ترتيب البيت الداخلي للحزب، رغم أن جل المتخصصين في السياسة يرون أن أغلب من تم اختيارهم للترويج للحزب خانتهم لغتهم وأسوبهم في الاقناع الذي ظهر هزيلا قي أغلب الأوقات.

 

ويخصص التجمع الوطني للأحرار أموال طائلة في حملاته الإعلامية الفاشلة في أغلبها، إذ نرى الصفحة الرسمية للحزب من دون أي تفاعل وصفحات القياديين ضعيفة جدا، ولغة الخطابة مع المواطنين فيها الكثير من التعالي، لنجد كم هائل من السب والشتم لكل من خرج وحاول الدفاع عن أشياء لم يشعر بها المواطن المغربي في حياته اليومية.

 

و الى جانب ذلك ينتقد مسؤولون في التوصل ومتخصصين في المجال، حزب الاحرار عن اختياره لبعض الأسماء التي لم تعد مرغوبة عندما جل المغاربة، ومنهم من يستفز المغربة بكلامه، كل هذه الأمور تجعل ناقوس الخطر يدق داخل البيت التجمعي من أجل تدخل حكماء الحزب وارجاع كل إلى مكانه الطبيعي ومنح الأولية لأسماء لها وزنها في أقاليم عديدة ضحت بالغالي والنفيس من أجل الحزب، إلا أن مكانهم أخذه أشخاص تفننوا في أشياء لا يتقنها الشرفاء.

 

وتبعا لكل ما سبق فإن السياق السياسي المغربي في الوضع الحالي يستوجب وقفة تأملية للتجمعيين، ونقدا ذاتيا من أجل خلق أطر جدد بإمكانيات تفكير وتخطيط أكبر من النماذج الحالية، والتي أبانت عن ضعف كبير في إقناع المغاربة بسبب ضعف التواصل والخبرة و الإنزلاق للمصالح الذاتية، إذا لم يتم إصلاح البيت الداخلي لحزب الحمامة فأكيد أنه سيتذيل الترتيب في الإستحقاقات المقبلة وسيعاقبه المغاربة كما عاقبوا الأحزاب من قبله.

اترك تعليق

يرجي التسجيل لترك تعليقك

شكرا للتعليق