الحبس لنصابين على شركة لنجارة الألمنيوم بمكناس

تم النشر بتاريخ 11 مارس 2025 على الساعة 12:51
جريدة العاصمة / خليل المنوني
آخذت الغرفة الجنحية التلبسية لدى المحكمة الابتدائية بمكناس، وهي تنظر في الملفات الخضراء المدرجة أمامها بجلسة أمس الإثنين، عاشر مارس الجاري، المتهمين(جواد المعطاوي) و(الحسين عبدون) من أجل النصب، والتزوير في محرر تجاري واستعماله، وعاقبت كل واحد منهما بسنة حبسا نافذا، مع تغريم كل منهما مبلغ 500 درهم، وبأدائهما تضامنا لفائدة الشركة المطالبة بالحق المدني تعويضا قدره 35 ألف درهم، إذ ارتأت تمتيعهما بظروف التخفيف، مراعاة لحالتهما العائلية والاجتماعية ولانعدام سوابقهما القضائية.
هما نصابان من العيار الثقيل، يتحدران من منطقة عين تاوجطات، نجحا في التحايل على شركة متخصصة في بيع المواد الخاصة بنجارة الألمنيوم بالجماعة القروية الحاج قدور، الواقعة في النفوذ الترابي لعمالة مكناس، وتوصلا منها على دفعات، وبغير موجب حق، بمجموعة من المعدات واللوازم المتعلقة بنجارة الألمنيوم، بعدما عمدا إلى تزوير وصولات (BON POUR) تحمل طابعا خاصا بصاحب محل لبيع مستلزمات نجارة الألمنيوم بشارع محمد السادس بمكناس (طريق أكوراي).
وحتى لا يظهران في الصورة، كان الجانيان، البالغان من العمر 37 و41 سنة، ينهجان خطة محكمة ومدروسة تستعصي حتى على إبليس اللعين، تتمثل في التوجه إلى موقف الشاحنات الصغيرة المكلفة بنقل البضائع “الهوندات” بالجماعة القروية الحاج قدور، وتكليف أحد أصحابها، بعد تمكينه من و”صولات لأجل” (BON POUR) مزورة، بالذهاب إلى الشركة المستهدفة قصد الإدلاء بتلك الوصولات وتسلم الطلبيات المقيدة بها، والعمل على شحنها ونقلها إلى أماكن محددة من قبل النصابين، مقابل مبالغ تتراوح ما بين 200 و250 درهم، حسب المسافة الرابطة بين مقر الشركة المستهدفة والوجهة المقصودة.
واصل المتهمان(جواد المعطاوي) و(الحسين عبدون) عمليات النصب على الشركة لمدة تزيد عن شهر، معتمدين في ذلك على الخطة نفسها، إذ أنهما كانا يتعمدان، أثناء كل عملية نصب، استبدال صاحب”الهوندا”، والوصف نفسه ينسحب على مكان استقبال المعدات واللوازم الخاصة بنجارة الألمنيوم، حتى لا ينكشف أمرهما، دون أن يعلم ناقلو البضائع أن تلك اللوازم متحصل عليها من عمليات نصب واحتيال.
ولأن صاحب محل بيع مستلزمات ومعدات نجارة الألمنيوم يعد زبونا منتظما للشركة المتخصصة في بيع المواد الخاصة بنجارة الألمنيوم، وكان لا يتأخر، مع نهاية كل فصل(ثلاثة أشهر)، في تسديد ما بذمته من مبالغ مالية مستحقة لفائدتها، لاحظت المستخدمة المكلفة بالحسابات بالشركة المستهدفة أن هناك مجموعة من الفواتير لم يتم أداؤها، رغم مرور أزيد من عشرة أيام على متم الفصل.
أمام هذا الوضع، سارعت المستخدمة بقسم الحسابات بالشركة إلى ربط الاتصال بالزبون المنتظم، صاحب محل لبيع مستلزمات نجارة الألمنيوم بشارع محمد السادس بمكناس لاستفساره عن سبب تأخره في تسديد ما بذمته من مستحقات، غير أنه نفى أن يكون أرسل أو كلف أي شخص بتسلم طلبياته ونقلها إلى محله، مثيرا انتباه المتصلة إلى أنه لم يسبق له أن كلف أحدا للقيام بهذه المهمة باستثناء ابن شقيقه، الذي يشتغل معه منذ أزيد من خمس سنوات، ساعتها أيقن صاحب الشركة أنه وقع ضحية نصب واحتيال مكتملة الشروط والأركان، قبل أن يربط الاتصال بمصلحة الدرك الملكي بجماعة الحاج قدور القروية لإشعارها بالواقعة.
لم يعتقد النصابان أن أوراقهما كشفت، إذ توجها كالعادة إلى موقف”الهوندات” بالجماعة القروية الحاج قدور، ومكنا سائق إحداها كالعادة من”وصولات لأجل” مزورة، وطلبا منه الذهاب إلى الشركة لتسلم الطلبيات، ونقلها إلى مكان بالقرب من إحدى الأسواق الممتازة بالمدينة الجديدة(حمرية)، مقابل مبلغ 250 درهم. وبعدما تسلم سائق”الهوندا” تعقبه ثلاثة مستخدمين بالشركة، على متن سيارة نفعية خفيفة، بغرض التوصل إلى المتورطين في عمليات النصب، وهي العملية التي تكللت بالنجاح، لتنتهي مغامرة المتهمين بالحلول “ضيفين” على السجن المحلي تولال2 بمكناس.
