خاص..صلح الحديبية بفاس..وفد تجمعي رفيع المستوى يحاول إنهاء الخلافات الحزبية وسط انتقادات لاذعة

تم النشر بتاريخ 7 مارس 2025 على الساعة 14:15

جريدة العاصمة

ستشهد مدينة فاس، مساء اليوم، لقاءً حزبيا هاما سيجمع عدداً من القيادات الوطنية البارزة في حزب التجمع الوطني للأحرار، في محاولة لإنهاء الخلافات الداخلية التي قد تعصف بالحزب على المستوى الإقليمي، وسيحضر اللقاء، الذي وصفه محللون ب “صلح الحديبية”، كل من رئيس مجلس النواب رشيد الطالبي العلمي، والوزيران محمد بايتاس و سعد برادة، في خطوة تهدف إلى تهدئة الأوضاع بين قيادات الحزب في فاس وبعض المناضلين والساكنة.

 

وأكد مصدر مطلع أن الوفد القادم إلى فاس جاء بهدف إصلاح ذات البين بين الأطراف المتنازعة داخل الحزب، خاصة في ظل التوترات التي تشهدها الساحة السياسية محليا، ومع ذلك، لم تخلُ هذه الزيارة من انتقادات لاذعة وجهها متخصصون و محللون، الذين أكدوا أن حزب التجمع الوطني للأحرار عليه أن يراجع أوراقه بفاس، إذ أن الموجودين حاليا لم يقدموا أي إنجازات ملموسة للمدينة، ووصف أحد المصادر الوضع بأنه “عيب وعار” أن يتم استغلال الساكنة مرة أخرى دون تحقيق أي تقدم تنموي حقيقي بالمدينة طيلة الثلاث سنوات الماضية.

 

وأشار المصدر ذاته إلى أن تدخل الدولة، ممثلة في والي جهة فاس-مكناس، كان له دور محوري في تسريع تنزيل بعض المشاريع التنموية بالمدينة، مؤكداً أنه لولا هذا التدخل لما شهدت فاس أي تقدم يذكر، ومع ذلك، لا يزال مسؤولو الحزب في فاس متشبثين بأساليب “الحرب الباردة” والصراعات الداخلية، وسياسة “حفرلي نحفرلك” التي وصفها المراقبون بأنها “صبيانية” وبعيدة كل البعد عن أولويات الحزب وبرامجه وأسس العمل الحزبي.

 

وأضاف ذات المصدر أن الصراعات الداخلية داخل الحزب تركزت حول توزيع “تركة” المنسق السابق القابع بسجن بوركايز رشيد الفايق، والركوب على شعبيته و فريقه والتي بوأت الحزب المرتبة الأولى بالعاصمة العلمية، هذا الركوب ومحاولة السطو على الإنجازات وتهميش مناضلين أدى إلى حدوث انشقاقات داخل الحزب يحاول البعض التغطية عليها بلقاءات مخدومة هنا وهناك، في هذا السياق حذر مراقبون من أن هذه الانشقاقات قد يكون لها انعكاسات سلبية على نتائج الحزب في الانتخابات المقبلة (2026 و2027)، مما قد يؤدي إلى هزيمة متوقعة وانتكاسة انتخابية للحزب.

 

كما أشار محللون إلى أن الصراعات داخل الحزب تشبه “حرب داحس والغبراء”، في إشارة إلى الصراعات التاريخية التي تنتهي إما بهلاك أحد الأطراف أو بهلاك الجميع، وأكد أن الوضع الحالي داخل الحزب يرجح السيناريو الثاني، حيث قد تؤدي الصراعات إلى تدهور شامل في صفوف الحزب.

 

إلى ذلك، انتقدت المصادر ذاتها تحركات قيادات الحزب في فاس لتحشيد الدعم لبرامجهم، مشيراً إلى أن هذه التحركات تشوبها العديد من الاختلالات، بما في ذلك الاعتماد على شخصيات مرفوضة مجتمعياً وأخرى معروفة بانقلاباتها البيضاء، وأكد أن مصالح هذه الشخصيات تبقى ذاتية وشخصية، مما يضعف مصداقية الحزب وقدرته على تحقيق أي تقدم حقيقي على الأرض.

 

في ظل هذه الأوضاع، يبقى مستقبل حزب التجمع الوطني للأحرار في فاس محل تساؤلات كبيرة، خاصة مع اقتراب الاستحقاقات الانتخابية المقبلة التي قد تشهد تحولات كبرى في الخريطة السياسية بالعاصمة العلمية.

اترك تعليق

يرجي التسجيل لترك تعليقك

شكرا للتعليق