المغرب يراهن على الطاقة المتجددة رغم تحديات الجفاف وارتفاع الطلب على الكهرباء

تم النشر بتاريخ 15 فبراير 2025 على الساعة 10:36
جريدة العاصمة
أفادت وكالة الطاقة الدولية في تقريرها الأخير حول “الكهرباء عام 2025” الصادر يوم الجمعة، أن استهلاك الكهرباء في المغرب شهد ارتفاعاً بنسبة 3% تقريباً في عام 2024، ومن المتوقع استمرار هذا المعدل حتى عام 2027. ويأتي هذا الارتفاع في ظل سعي المملكة لتنويع مصادر الطاقة وزيادة الاعتماد على المصادر المتجددة.
ويتوقع التقرير أن يشهد إنتاج الكهرباء من الفحم انخفاضاً تدريجياً خلال الفترة الممتدة بين 2025 و2027، بمعدل سنوي يبلغ 2.5%، ليصل إلى حوالي 50% من إجمالي إنتاج الكهرباء في عام 2027. في المقابل، من المتوقع أن يزداد توليد الكهرباء من المصادر المتجددة بمعدل نمو سنوي ملحوظ يبلغ 16% خلال نفس الفترة، رافعاً حصتها من 24% في عام 2024 إلى 35% في عام 2027.
ويُعزى هذا النمو المتوقع في قطاع الطاقة المتجددة إلى التوسع السريع في مشاريع الطاقة الشمسية الكهروضوئية، والتي من المتوقع أن تحقق نمواً سنوياً متوسطاً قدره 57% بين عامي 2025 و2027. كما يتوقع التقرير نمواً في توليد الكهرباء من طاقة الرياح بمعدل سنوي يبلغ 15% حتى عام 2027.
وعلى الرغم من هذه التطورات الإيجابية في قطاع الطاقة المتجددة، يواجه المغرب تحديات متعلقة بسنوات الجفاف المتتالية، الأمر الذي دفع الحكومة إلى الاستثمار في محطات تحلية مياه البحر لتلبية احتياجاتها من المياه. ويتوقع التقرير أن يؤدي تزايد هذه المحطات إلى ارتفاع الطلب على الكهرباء، مما يفرض ضغوطاً إضافية على شبكة الكهرباء.
وأشار التقرير إلى أن محطات التحلية تُشكل حملاً غير مرن على شبكة الكهرباء، نظراً لحاجتها المستمرة لاستهلاك الكهرباء بشكل ثابت. ويُمثل هذا تحدياً لدمج هذه الأحمال في شبكة تعتمد بشكل متزايد على مصادر الطاقة المتجددة المتقطعة.
وعلى الصعيد الإفريقي، أشار التقرير إلى أن الطلب على الكهرباء شهد نمواً بنسبة 3.4% في عام 2024، مقارنة بنسبة 2% تقريباً في عام 2023. وسجلت جنوب إفريقيا انتعاشاً في الطلب بنسبة 4.1% بعد إضافة قدرة جديدة إلى الشبكة الكهربائية، في حين شهدت مصر زيادة في معدل نمو الطلب السنوي ليصل إلى 1.6%. ويتوقع التقرير استمرار هذا الاتجاه التصاعدي في الطلب على الكهرباء في معظم أنحاء القارة خلال الفترة من 2025 إلى 2027، بمتوسط نمو سنوي يبلغ حوالي 5%.
