“اقتفاء الأثر” موضوع معرض فوتوغرافي بمكناس

تم النشر بتاريخ 24 ديسمبر 2024 على الساعة 17:40

جريدة العاصمة / خليل المنوني

“اقتفاء الأثر” هو موضوع المعرض الفوتوغرافي للفنان جعفر عاقيل، الذي تحتضنه قاعة العروض بالمعهد البلدي للموسيقي (ساحة نيم) بمكناس، في الفترة ما بين 23 و31 دجنبر الجاري.

ويشكل هذا المعرض، المنظم من قبل الجمعية المغربية للفن الفوتوغرافي، فرصة للجمهور المتلقي لاكتشاف عمل متميز ومبتكر حول موضوع متفرد “الخطوات”، عبر نظر وفيٍ للمقاربة الفوتوغرافية، التي عودنا عليها هذا الفنان الأصيل.

لقد أخذ عاقيل وقته الكامل في هذا العمل، سواء في المغرب أو في الشيلي أو في فرنسا أو في أماكن أخرى من العالم، لتعقب خطوات المشاة من خلال الأضواء والظلال، والأمكنة والأزمنة، وفي كل مرة في حالات ووضعيات مختلفة. لكن دائما، بهاجس واحد وقصدية وحيدة، امتلاك هذا المرئي اللامرئي لهذا الفعل العادي “المشي”، و لمن يقوم به أي “الماشي”.

ولد جعفر عاقيل سنة 1966 بمكناس، وبدأ شغفه بالفوتوغرافيا، كما يحكي عن نفسه، مبكرا جدا وبالضبط عند إطفائه شمعته الثامنة عشرة، عندما أهداه والده آلة تصوير (Olympus OM10) إثر عودته من سفر خارج أرض الوطن، ليتحول تدريجيا، وبعد سنوات طويلة من التكوين الذاتي الصارم، من فوتوغرافي عصامي مهووس إلى فوتوغرافي هاو متمرس.

وبموازاة ذلك، سيحصل جعفر عاقيل على دكتوراه وطنية في موضوع له علاقة وطيدة بهوايته وهو”سيميائيات الصورة الإشهارية”، ليصبح بعد ذلك أستاذا باحثا متخصصا في الفوتوغرافيا الصحافية بالمعهد العالي للإعلام والاتصال بالرباط، قبل أن يهيئ شهادة التأهيل الجامعي في موضوع “استعمالات الفوتوغرافيا بالمغرب”.

ويعود أول معرض له، وهو معرض جماعي، إلى سنة 1990، ومنذ ذلك الوقت سيضاعف من تجاربه الفوتوغرافية سواء داخل المغرب أو خارجه بلمسات غرافيكية وتشكيلية. وفي السنوات الأخيرة، سيعتمد مقاربة فوتوغرافية تقوم على الربورتاج، متخذا من “الفضاءات الحضرية” موضوعا أساسا، لكن ليس من منظور توثيقي وإنما من منظور تعبيري.

وبالاهتمامات الفنية والجمالية نفسها، سيحاول جعفر عاقيل أن يجعل من فوتوغرافياته وسيلة تفكير في كيفية تفكيك الفضاءات والأشياء والعلامات التي تحيط بنا، ثم إعادة بنائها في شكل ألوان وخطوط وأضواء ونقاط وكتل وأشكال… وهذا ما يجعل مفهوم الفوتوغرافيا عند عاقيل موضوع بحث دائم ومستمر على صورة قادرة على تمثيل كل هذه العناصر، وخاصة على إعادة كتابة “الواقع” بلقطات شذرية، مركزة على التفاصيل ومنجذبة نحو التجريد، وفي بعض الأحيان، تميل للتعبير عن الغياب كأثر للذاكرة البصرية.

يبرز عاقيل إمكانية النظر إلى سلسلة فوتوغرافيات “اقتفاء الأثر”، باعتبارها ومضات بصرية، يكمن هاجسها في إثارة السؤال الموصول بالمشي، المشي في زخم اليومي وكثافة إيقاعاته، “لعل ما يفسر ذلك دور اللازمة( refrain )، التي يتخذها عضو الرِّجْل في مجموعة الصور هذه، من خلال التفكير والتأمل في الأشكال والحالات والسياقات والتمفصلات المتعددة، التي يمكن أن يلعبها هذا العضو الحامل للجسد ويديرها في حياتنا العادية”، مضيفا أنه حين تتناظر عين الرائي مع مساحات هذه البقع البصرية، ستندلع أسئلة عديدة في فعل الإبصار، من قبيل ما يجمع علاقاتنا اليومية بالتشكيلي والتصويري، وكيف تعمل أعيننا على إعادة حياكتهما، آنذاك سنكون قد حققنا ولو بعضا من استفزازاتنا، يقول صاحب المعرض.

ومن أهم المعارض التي شارك فيها جعفر عاقيل ملتقى بانوراما مغربية بفرنسا، وملتقى الفوتوغرافيا الشيلية المغربية، والمعرض الوطني الكبير للفنون التشكيلية بالدارالبيضاء.
كما كانت لجعفر مساهمة في العديد من المحترفات والحلقات الدراسية والاستشارة في الفوتوغرافيا الصحافية، منها: إعداد مقرر اليونسكو المخصص لدروس التكوين في الفوتوغرافيا الصحافية لبلدان المغرب العربي، وتكوين لفائدة فوتوغرافيي وكالة المغرب العربي للأنباء، فضلا عن ذلك فهو يشغل على مستوى العمل الجمعوي، مهمة رئيس الجمعية المغربية للفن الفوتوغرافي منذ 1995، وكذا أمين مال الائتلاف المغربي للثقافة والفنون، وعضوية المجلس الإداري للتعاضدية الوطنية للفنانين، ويعد كذلك عضوا مؤسسا لجمعية أصدقاء الكتاب والقراءة.

 

اترك تعليق

يرجي التسجيل لترك تعليقك

شكرا للتعليق