نسخة “فاشلة” للمنتدى الاقتصادي..هل سوق رئيس غرفة التجارة بفاس الوهم للمسؤولين؟

تم النشر بتاريخ 12 ديسمبر 2024 على الساعة 20:27

جريدة العاصمة: زين العابدين

“تمخض الجبل فولد فأرا”، هكذا علق أحد المتتبعين للشأن العام بجهة فاس ـ مكناس، على النسخة الأخيرة من المنتدى الاقتصادي الذي خصصت له غرفة التجارة والصناعة والخدمات بالجهة إمكانيات مادية ضخمة، وروجت له في عدد من وسائل الإعلام، وفي شبكات التواصل الاجتماعي، لكن دون أي نتائج تذكر.

عمليا، فإن رئيس الغرفة حرص على أن يحضر لفعاليات هذه النسخة، الكثير من الضيوف، لكن المستثمرين بصموا على غياب واضح، ولم يحضر سوى عدد محدود من الفاعلين في المجال الاقتصادي، في مفارقة غريبة لمنتدى يتحدث عن الاقتصاد وعن تعزيز جاذبية الجهة، ويقدم نفسه فضاء لاستقطاب المستثمرين.

أما العدد المحدود من المستثمرين الذين حضروا لبعض فعاليات هذا المنتدى، فقد عبر بعضهم عن مشاعر إحباط ساورته وهو يتابع أشغال هذه النسخة الرابعة التي نظمت بفاس في الفترة الممتدة ما بين 5 و7 دجنبر الجاري، وغادر هؤلاء دون أن تتكون لديه أي رغبة في الاستثمار في الجهة، في المقابل على المسؤولين عن هذا المنتدى أن يعلنوا عن لائحة المستثمرين الذين عبروا عن رغبتهم في الاستثمار بالجهة، وقالت المصادر إن رئيس الغرفة لم ينجح في مهمة إقناع هؤلاء الفاعلين الاقتصاديين.

وقالت فعاليات منتقدة لنتائج هذا المنتدى، إنه حان الوقت لتقييم أداء هذه التظاهرة السنوية التي ترصد لها ميزانية مهمة من المال العام، وترافقها الكثير من خطابات التنويه المبالغ فيه، بالنظر إلى النتائج التي راكمها. ودعت، في هذا الإطار، رئيس الغرفة إلى العمل على تقديم حصيلة المنتدى الذي يظهر بأنه فشل في تحقيق الحد الأدنى من الأهداف التي وضعها منذ التأسيس، بينما ظل رئيس الغرفة يتحدث في تصريحاته على أن الأمر يتعلق بمنتدى دولي “ناجح” الغرض منه تعزيز التواصل مع الفاعلين الاقتصاديين الدوليين والمحليين.

 

وذكرت مصادر جريدة العاصمة، أن حتى الشراكات التي تم توقيعها مجموعة من المؤسسات لاغاية يرجى منها سوى التقاط الصور ونشرها عبر صفحة الغرفة التجارية بالفايسبوك والتي لا تلقى اي تفاعل من قبل المواطنين، وأن لا أهمية تذكر لهاته الشراكات من الأصل فلماذا يتم توقيعها؟. وماذا ستستفيد فاس منها ؟ أسئلة من ضمن أخرى ننتظر أحد المسؤولين للاجابة عنها.

واختار المنتدى تنظيم هذه النسخة تحت شعار : “الديناميكية الاقتصادية في أفق 2030″، وظهر لكثير من المتفاعلين بأن الشعار يندرج في إطار التغريد بعيدا عن الألويات، ويرمي إلى “ركوب الموجة” المرتبطة بمجهودات الاستعداد لاحتضان كأس العالم. فيما كان الأجدر أن ينكب المنتدى على مناقشة الملفات الحارقة المرتبطة بالاستثمار بالجهة، وأن يراهن على تنظيم جلسات استماع للمستثمرين، سواء داخل الجهة أو خارجها، للتعرف على تطلعاتهم ومقترحاتهم، والعمل على إحداث لجن تضم الجهات المعنية لمعالجة الصعوبات ومواكبة الاستثمارات، وتبسيط المساطر، بعيدا عن “لغة الخشب” التي تؤدي إلى نتائج عكسية، وتكرس الوضع القائم في جهة تصنفها جل التقارير المؤسساتية على أنها تعاني من ضعف كبير في الاستثمارات، رغم المناطق الصناعية الكثيرة التي تعاني من أوضاع جمود، ورغم مؤهلاتها الكثيرة البشرية والطبيعية والاستراتيجية.

اترك تعليق

يرجي التسجيل لترك تعليقك

شكرا للتعليق