«جدار» تقص شريط عروض مهرجان مكناس للمسرح..حفل الافتتاح تميز بتكريم الممثلين الروخ وبلمجاهد وصبحي

تم النشر بتاريخ 12 ديسمبر 2024 على الساعة 13:12

جريدة العاصمة / خليل المنوني

افتتحت رسميا بالقاعة الكبرى للمركز الثقافي « الفقيه محمد المنوني» بالعاصمة الإسماعيلية، مساء أمس الأربعاء، 11 دجنبر الجاري، الدورة الثالثة لمهرجان مكناس للمسرح، بحفل نشطته وقدمته الممثلة المغربية هند بلعولة (بالعربية) والممثلة والكاتبة البوركينابية أوليفا ويدراغو(بالفرنسية).

وتميز حفل افتتاح الدورة الثالثة من هذا الحدث الثقافي العالمي البارز، الذي يحتفي بالإبداع المسرحي في أبهى تجلياته، بتكريم ثلاثة أسماء مغربية وازنة، في شخص الممثل والمخرج المبدع إدريس الروخ، والممثلة القديرة وسيلة صبحي، والممثل المتألق عبد الحق بلمجاهد، وذلك في إطار فقرة «مكناس تحتفي بأبنائها»، اعترافا من الجهة المنظمة بالدور الريادي والكبير الذي لعبه المحتفى بهم في إثراء الساحة الفنية الوطنية عموما، والمسرحية منها على وجه الخصوص.

وتعرف نسخة هذه السنة، المنظمة تحت شعار«مكناس خشبة لمسارح العالم»، مشاركة مجموعة من الفرق المسرحية، تمثل سبعة بلدان من ثلاث قارات، وهي المغرب وبوركينافاسو وفرنسا وإسبانيا وتونس وسوريا والعراق، ما يجعل المدينة الإمبراطورية تتنفس مسرحا، وقبلة للمسارح العالمية المفتوحة.

وقصت مسرحية «جدار»، من تشخيص فرقة أرض الشاون للثقافات، شريط العروض المسرحية السبعة المبرمجة على امتداد أيام المهرجان. وهي إلى جانب «جدار، الضوء نفسه أغمق»، «SHAHADA» إنتاج فرنسي سوري، و«Le Hongre Pie» من فرنسا، و« JUSTE VIVRE» من بوركينا فاسو، و« Chansons sans musique»إنتاج فرنسي مغربي، و«FIREWORKS» من إسبانيا، و«بريد»، لفرقة مسرح الشامات.

وتعد مسرحية«جدار، الضوء نفسه أغمق»، من تأليف قدس جندول، وسينوغرافيا وملابس ياسين الزاوي، وإخراج الفنان والممثل المسرحي الكبير ياسين أحجام، وتشخيص قندس جندول وأمين بودريقة ورضى بنعيم، تجربة جديدة ورائدة من مؤسسة أرض الشاون للثقافات.

وتدور أحداث المسرحية حول شخصيتين تعيشان خلف جدار يفصل بينهما ماديا، لكنهما تتشاركان الشعور بالعزلة والمعاناة، ويبرز النص الدرامي، الذي كتبته قدس جندول، الصراعات النفسية والداخلية للشخصيات، حيث تلامس القصة مشاعر متعددة كالخوف، والأمل، والرغبة في التواصل وكسر القيود.

كما تميزت السينوغرافيا، التي صممها الفنان ياسين الزاوي ببساطتها الرمزية، إذ يعتمد التصميم على جدار يعكس العوائق النفسية والاجتماعية التي تواجهها الشخصيات، بينما تسهم الإضاءة الداكنة والألوان الرمزية في تجسيد حالة الحلم المقيد والأمل المتجدد، ليصبح المسرح ساحة لتفاعل بصري وجمالي عميق.

من جهته، اعتمد ياسين أحجام في إخراجه لهذا العمل المسرحي المتميز، على أسلوب سردي مبتكر، حيث قدم القصة من خلال راو يرتدي زيا شبيها بزي المهرج، ليضيف بعدا فكاهيا وفلسفيا في الوقت ذاته. هذا الأسلوب يمزج بين الحكاية والعرض المسرحي، ليجعل المشاهد جزءا من التجربة ويعزز من التفاعل بين الجمهور والشخصيات.

كما تعد مسرحية “جدار، الضوء نفسه أغمق”، التي تحظى بدعم من وزارة الثقافة والشباب والتواصل، إضافة نوعية لرصيد مؤسسة أرض الشاون للثقافات، إذ تسعى الأخيرة إلى إثراء المسرح المغربي بأعمال تعبر عن قضايا المجتمع وتعزز الهوية الثقافية، كما يمثل هذا العمل تحولا نوعيا في مسار المؤسسة، ويبرز قدرتها على تقديم تجارب فنية مبتكرة تمزج بين الفن التجريبي والطرح الإنساني العميق.

اترك تعليق

يرجي التسجيل لترك تعليقك

شكرا للتعليق