“السليسيون” يطيح بمطلوب للعدالة
تم النشر بتاريخ 10 ديسمبر 2024 على الساعة 12:35
جريدة العاصمة / خليل المنوني
طوت الغرفة الجنحية التلبسية لدى المحكمة الابتدائية بمكناس صفحات ملف توبع فيه بائع جائل(41 عاما)، متزوج وأب لطفلين، إذ أدانته بثلاثة أشهر حبسا نافذا، بعد مؤاخذته من أجل جنح التخدير، والعنف في حق الزوجة، والضرب والجرح باستعمال السلاح الأبيض، مع تغريمه مبلغ 500 درهم، وبأدائه تعويضا لفائدة المطالبة بالحق المدني، في شخص شقيق زوجته، قدره خمسة آلاف درهم.
لم يكن يخطر على بال البائع الجائل(سعيد.ح)، الذي جرت محاكمته عن بعد، أن استنشاقه لعبوة من المادة اللاصقة “السليسيون” بمكان خلاء بالقرب من السكة الحديدية، سيجر عليه الويلات، بعدما كشف تنقيط هويته بالناظم الآلي، أنه يشكل موضوع مذكرة بحث من أجل العنف ضد زوجته والضرب والجرح بالسلاح الأبيض في حق شقيقها.
وحدها الصدفة التي قادت إلى سقوط البائع الجائل في قبضة دورية للأمن، عندما أثار انتباه عناصرها، وهي تباشر حملاتها للسهر على أمن وسلامة المواطنين، شخص بصدد استنشاق المادة المخدرة”السليسيون”، بدا عليه ارتباك واضح ساعة توجه سيارة المصلحة نحوه، ما جعلها ترتاب في أمره، خصوصا عندما قام بإخفاء شيء في جيب سترته.
اقترب أفراد الدورية الأمنية من المعني بالأمر وطلبوا منه الإدلاء بالبطاقة الوطنية للتعريف، فأفاد متلعثما في كلامه، تحت تأثير المادة اللاصقة، أنه لا يتوفر عليها، قبل أن يطلبوا منه مرافقتهم إلى مخفر الشرطة، غير أنه رفض ذلك، محدثا ضوضاء عارمة بعين المكان، ساعتها تمكنوا من شل حركته وتصفيده.
جرى وضع الموقوف رهن تدبير الحراسة النظرية لفائدة البحث والتقديم، تحت إشراف النيابة العامة المختصة، إذ كشف تنقيط هويته بالناظم الآلي بالمصلحة الولائية للشرطة القضائية أنه مطلوب للعدالة، بموجب شكايتين تقدم بهما في مواجهته كل من زوجته وشقيقها، حيث صرحت الأولى أن شريك حياتها قام بتعنيفها، بعدما نعتته بـ”الشمكار”، مفيدة أنه أمسكها من شعرها ورطم رأسها بأحد جدران بيت الزوجية، على مرأى ومسمع من طفليهما الصغيرين، محدثا لها خدشا في صدغها الأيمن، وانتفاخا وازرقاقا أسفل عينها اليسرى، إذ سلمت لها شهادة طبية بلغ أمد العجز المؤقت بها 20 يوما.
من جهته، أفاد الصهر أنه على إثر تدخله لمنع المتهم من مواصلة الاعتداء على شقيقته، قام الأخير بضربه بواسطة كأس زجاجية، متسببا له في جرح مفتوح في كفه الأيمن، تم رتقه بسبع عقد طبية بقسم المستعجلات التابع للمركز الاستشفائي الإقليمي محمد الخامس بمكناس.