فاس.. المدينة القديمة في مواجهة ’’الإسمنت’’ وإهمال المسؤولين

تم النشر بتاريخ 17 سبتمبر 2024 على الساعة 15:36

شكلت مدينة فاس العتيقة، بتراثها الثقافي والمعماري الفريد، واحدة من أبرز معالم المغرب التاريخية وأيقونة للتراث العالمي المسجلة في قائمة التراث العالمي لليونسكو، إلا أنها أصبحت اليوم تشهد ممارسات من شأنها المس بطابعها التقليدي التاريخي.

وحسب ساكنة المدينة فإنه ’’رغم الميزانيات رغم الميزانيات الضخمة التي خصصت للصيانة والحفاظ على الموروث المعماري للمدينة، إلا أن صيتها خفت بشكل كبير، في ظل السماح للعديد من المستثمرين من أجل استعمال مواد بناء حديثة من أجل البناء أو الصيانة، بالإضافة إلى إهمال عدد من المنازل التاريخية التي كانت مقر سكن عدد من الشخصيات التاريخية البارزة في المدينة، وتاريخ المملكة.

وأثار هذا الوضع قلقاً كبيراً بشأن دور السلطات المحلية ومؤسسات التراث في حماية المدينة وضمان استدامتها، حيث أدى السماح باستخدام مواد بناء إسمنتية حديثة في مناطق تُعتبر ذات طابع تاريخي إلى خلق مفارقة كبيرة. تباينت هذه المواد بشكل تام مع الطابع المعماري التقليدي لمدينة فاس، مما ساهم في تغيير بعض معالم المدينة وإفساد جاذبيتها الفريدة.

وتطالب ساكنة فاس بضرورة وضع حد لمثل هذه الممارسات التي من شأنها، أن تسيئ لتاريخ المدينة وحضارتها، كما هو الشأن لباب الرصيف الذي تم هدمه مطلع السنة الجارية، والذي يعتبر إحدى البوابات الإسمنتية التي شكلت إحدى المعالم الحديثة المسيئة لبوابات المدينة العريقة.

وحسب تصريحات متفرقة لساكنة المدينة، فإن الوضع يتطلب تدخلاً سريعاً وجاداً من جميع الأطراف المعنية لحماية مدينة فاس العتيقة من المزيد من الأضرار، بالتعاون مع الخبراء في مجال الحفاظ على التراث والمعمار لضمان أن المشاريع الجديدة تتوافق مع المعايير التاريخية، وإصدار قوانين صارمة تحظر استخدام المواد الحديثة في المناطق التاريخية، والمساهمة في توفير التمويل اللازم لصيانة وتجديد المباني القديمة بما يحافظ على أصالتها.

وأوضح المصدر ذاته، أن إنقاذ مدينة فاس العتيقة يتطلب مجهوداً جماعياً من الحكومة، والمجتمع المدني، والمواطنين، كما أنه من الضروري أن تُبذل جهود توعية واسعة لتسليط الضوء على أهمية الحفاظ على التراث الثقافي والتاريخي. بالإضافة إلى  دعم المبادرات المحلية التي تسعى إلى إعادة تأهيل المدينة بأساليب تحترم قيمها التاريخية وتساهم في الحفاظ على هويتها الثقافية.

 

اترك تعليق

يرجي التسجيل لترك تعليقك

شكرا للتعليق