فاس.. سوق عوينة الحجاج الأسبوعي..هل تعكس المداخيل الرواج الكبير الذي يشهده السوق؟

تم النشر بتاريخ 15 أغسطس 2024 على الساعة 14:53

جريدة العاصمة

تتوالى التساؤلات حول ضعف الإستخلاص الضريبي لجماعة فاس، خاصة فيما يتعلق بالأسواق الأسبوعية مثل سوق عوينة الحجاج، وسوق الجملة للخضر والفواكه، فضلاً عن سوق الجملة للسمك وسوق التمر وسوق الجلد والمجزرة البلدية، هذا الضعف في المردودية والإستخلاص شمل مجموعة من المرافق التي كانت موضوع تقارير سلبية أعدها المجلس الأعلى للحسابات، مما أدى إلى فقدان المدينة لمداخيل مهمة تعود بالنفع على ساكنتها.

 

في هذا السياق، يظل سوق عوينة الحجاج الأسبوعي، الذي يُعقد يومي الخميس والأحد، محط اهتمام خاص، حيث يُعرف السوق بكثافته وازدحامه ورواجه التجاري، حيث يجذب التجار والبائعين من مختلف المناطق المجاورة لفاس، ويُعتبر سوق عوينة الحجاج من ساحات البيع العمومية التي حددتها جماعة فاس بقرار جبائي، مما يجعله من المفترض أن يوفر مداخيل هامة للجماعة، ومع ذلك، تشير بعض المصادر إلى أن المداخيل المستخلصة من هذا السوق ضئيلة للغاية، ولا تعكس الرواج الكبير الذي يشهده.،و بزيارة سريعة للسوق في أوقات الذروة تكشف بوضوح طبيعة المداخيل المفترضة التي ينبغي أن تُستخلص من هذه الأنشطة التجارية الحيوية.

 

و تحت وطأة هذا الاستنزاف المتواصل لمداخيل المرافق والأسواق العمومية، تبرز تساؤلات حول فعالية النظام الضريبي المعمول به بجماعة فاس، فقد أكدت مصادر مطلعة أن المبالغ المستخلصة تبقى ضعيفة مقارنة بما يجب أن يتم تحصيله، وسط وجود شبهات حقيقية تتعلق بتلاعبات وإتاوات تُدفع بشكل غير قانوني، هذا الوضع يُضيع على ميزانية جماعة فاس أموالاً ضخمة، ويزيد من تعقيد المشهد المالي للمدينة، في هذا الصدد طالب مراقبون بفتح تحقيق شامل في ملفات الوعاء الضريبي لجماعة فاس، وذلك للكشف عن حقيقة هذه الإختلالات التي تم رصدها في تقارير رقابية تهدف إلى الحد من هذا الاستنزاف.

 

في ظل هذه المعطيات، يتبادر إلى الذهن سؤال محوري، فما هي الإجراءات التي ستتخذها السلطات الرقابية لتحسين آليات الاستخلاص الضريبي وضمان أن تعكس مداخيل الأسواق، وخاصة سوق عوينة الحجاج، الحجم الحقيقي للنشاط التجاري؟ وكيف يمكن تعزيز الشفافية والمساءلة في إدارة الموارد المالية للمدينة؟ إن هذه الأسئلة تستدعي تحركاً عاجلاً من قبل الجهات المعنية لضمان تدفق المداخيل وتحسين جودة الخدمات المقدمة للمواطنين.

اترك تعليق

يرجي التسجيل لترك تعليقك

شكرا للتعليق