من يلعب بعواطف المغاربة في ملف زيان..؟
تم النشر بتاريخ 25 مايو 2024 على الساعة 18:27
جريدة العاصمة
تثير محاولات استغلال الوضع الصحي للسجين محمد زيان للحصول على تعاطف الجمهور جدلاً واسعاً. فرغم أن زيان، المحامي السابق، تمت إدانته في محاكمة عادلة، إلا أنه يتمتع بمعاملة أفضل من كثير من السجناء الآخرين في نفس المرحلة العمرية أو الحالة الصحية.
فزيارات أعضاء مرصد السجون المغربي لزنزانة زيان كشفت أنه يحصل على رعاية طبية منتظمة ويملك وسائل راحة لا تتوفر لآخرين، كوجود قفة تحتوي على منتجات طبيعية كالعسل والزيت. هذا يطرح تساؤلات حول مدى موضوعية الترويج لصورة زيان كشيخ مريض مستحق للعطف، في ظل تمتعه بظروف أفضل من غيره.
إن السماح بهذا النوع من الاستثناءات، قد يؤدي إلى فتح الأبواب أمام عدد كبير من السجناء للخروج من السجون بحجة سنهم أو وضعهم الصحي، بغض النظر عن جسامة الجرائم المرتكبة، وهو ما يتعارض مع مبدأ تطبيق القانون على الجميع دون تمييز، فهناك برلمانيون ووزراء سابقون يحاكمون رغم حاتهم الصحية المتدهورة كمبديع وسعيد الناصري.
إن احترام القوانين والمساواة أمامها أمر بالغ الأهمية في المجتمعات التي تسعى إلى تحقيق العدالة، فالمؤسسات لا تستطيع منح استثناءات على حساب البعض الآخر، بل يجب معاملة الجميع بنفس الطريقة بغض النظر عن وضعهم الصحي أو الاجتماعي.
في هذا السياق، يُثار جدل حول قضية السجين محمد زيان والمطالبة بالإفراج عنه على خلفية ظروفه الصحية، ولكن يجب التذكير بأنه قد أُدين سابقًا بجرائم، وأنه لا يمكن تجاهل ذلك بحجة الظروف الصحية، فالإفراج عنه يتطلب عفوًا ملكيًا معروفًا بشروطه وسياقاته، وليس مجرد استغلال لهذه الظروف لإثارة التعاطف.
في المقابل، على من يسعون لتسويق صورة محمد زيان تجاريًا أن يكونوا على وعي بمبادئ العدالة والمساواة أمام القانون، بغض النظر عن الوضع الصحي أو الاجتماعي للأفراد، فالعدل يجب أن يكون شاملاً ولا يمكن استثناء أحد تحت أي ذريعة.
عن جريدة le360 بتصرف