جريدة العاصمة
وجهت ساكنة دوار انحناحان التابع ترابياً لجماعة أجدير بإقليم تازة، نداء استغاثة عاجلاً إلى عامل الإقليم، مطالبة بضرورة تدخله الفوري والحاسم لإنهاء أزمة العطش القاسية التي تخنق يومياتهم منذ فترة طويلة. وتأتي هذه الخطوة الجماعية في سياق يزداد فيه الخصاص من الماء الصالح للشرب، ما وضع الأسر والأطفال والنساء والمواشي تحت ضغط لا يُطاق، في ظل غياب أي استجابة فعالة أو حلول ملموسة من طرف المجلس الجماعي، الذي تلقى شكاوى متكررة حول هذا الوضع المتدهور دون تحقيق أي تقدم. هذه المراسلة الرسمية تهدف إلى تحويل الأنظار نحو معضلة تهدد الاستقرار المعيشي والحق الأساسي في الحياة الكريمة.
وما زاد من مرارة الوضع وأثار استياء الساكنة هو المفارقة الصارخة المتمثلة في مرور قناة ميته باسفلو بمحاذاة الدوار، دون أن يستفيد أي من قاطنيه من هذه المنشأة المائية الحيوية. واعتبرت الساكنة هذه الحالة تجسيداً صارخاً لغياب الإنصاف والعدالة المائية، وحرماناً من حق أساسي في التزود بالماء الشروب، وهو حق تكفله المواثيق والقوانين الدستورية. هذا التناقض بين وجود مصدر مائي بالجوار والحرمان المطلق منه، يدفع السكان إلى اعتبار مطالبتهم اليوم هي خطوة لإعادة الأمور إلى نصابها وإنهاء هذا الإجحاف الذي يضاعف من محنتهم اليومية.
وطالبت ساكنة انحناحان عامل الإقليم بالعمل على إيجاد حل عاجل يضمن التزويد المنتظم للدوار بالماء الشروب، ورفع الضرر الذي يلقي بظلاله على كل مناحي حياتهم، وتندرج هذه المطالبة ضمن موجة من التحركات والاحتجاجات المحلية التي يشهدها إقليم تازة، حيث تعاني العديد من الدواوير من ويلات ندرة المياه وغياب الربط بالشبكات الأساسية، وتأمل الساكنة أن يكون تدخل العامل هو النقطة الفاصلة التي تنهي هذه المعاناة، وتضمن لهم حقهم في الولوج إلى الماء، الذي يعد شريان الحياة وأساس التنمية المحلية.
