جريدة العاصمة
في محطة بارزة من جولته التواصلية “مسار الإنجازات”، حلّ رئيس الحكومة ورئيس حزب التجمع الوطني للأحرار، عزيز أخنوش، اليوم السبت، بعاصمة جهة درعة تافيلالت، الرشيدية، حاملاً معه رسائل سياسية قوية ومستعرضاً حصيلة وازنة من المشاريع التنموية التي شهدتها الجهة.
ولم يفوت أخنوش الفرصة لتوجيه ردود مباشرة لمن وصفهم بـ”خصوم الحزب والمشككين في أداء الحكومة”، مؤكداً على هوية “الأحرار” كـ”حزب للإنصات والعمل الميداني، بعيداً عن السجالات العقيمة”. واستهل أخنوش كلمته بتوجيه انتقادات لاذعة لمن وصفهم بـ”المشككين في أداء الحكومة والحزب”، نافياً بشدة “الادعاءات التي تروّج لعدم وفاء الحزب بوعوده”. وصرح بنبرة حازمة: “أتأسف لمن يقولون إننا حزب لا ينصت للناس وإننا لا نفي بوعودنا؛ أنا أعرف جيداً أن دافعهم الحقيقي هو تعطشهم للسلطة، إلى درجة أنهم يتعامون عن الحقيقة لتغليط المغاربة”.
وشدد رئيس التجمع الوطني للأحرار على أن هذه الاتهامات “أبعد ما تكون عن الحقيقة”، مؤكداً أن “الأحرار” “يلتزمون بوعودهم وأوفياء للمسؤولية التي قلّدها إياهم جلالة الملك محمد السادس”. كما أوضح أن الحزب “تبنى وما زال نهج الإنصات كعقيدة سياسية، ليس فقط عبر الجولات الميدانية، بل من خلال آليات حديثة كمنصة ‘إنصات’ الرقمية التي تستقبل مقترحات المواطنين”، مشدداً على أن “الهدف الأسمى هو فهم التحديات اليومية وتحويل الآمال إلى واقع ملموس”.
بحضور أزيد من 2500 شخص، أكد أخنوش أن فلسفة التدبير الحكومي ترتكز على مبدأ خدمة البلاد والمواطن بالجهد والسرعة نفسها في كل الجهات. وأشار إلى أن شعار “تستاهلو الأفضل” تحول من مجرد حملة انتخابية إلى مسار عملي ساهم في تغيير وجه المغرب وتنزيل الرؤية الملكية للدولة الاجتماعية.
واستعرض رئيس الحكومة، بمعية وزراء وأعضاء من المكتب السياسي لحزبه، حصيلة المرحلة السابقة التي شملت زيادة أجور ملايين الأسر، وتعميم الحماية الاجتماعية، وفتح باب التغطية الصحية للمحرومين منها سابقاً، فضلاً عن تحقيق أرقام قياسية في السياحة والاستثمار. غير أنه أقر بأن “المهمة لم تنتهِ بعد”، وأن المواطن ما زال ينتظر لمس أثر هذه الإنجازات في حياته اليومية، من المستشفى إلى المدرسة والطريق، مؤكداً: “ليس من المنطق أن نسمع مواطناً في قلعة مكونة يقول إن المنطقة منسية… اليوم ليس لنا الحق أن نتخلى عن أي منطقة”.
وانتقل أخنوش لتفصيل المشاريع المخصصة لجهة درعة تافيلالت، “التي عانت لسنوات من فوارق مجالية”، ففي قطاع الصحة، أعلن المسؤول السياسي عن حزمة مشاريع مهيكلة تشمل إتمام إنجاز مستشفى جامعي بالجهة بحلول 2027، وكشف عن جاهزية المستشفى الإقليمي للريصاني في أبريل 2026، وتأهيل المستشفى الإقليمي لميدلت ليكون جاهزاً في 2026، وتوسعة مستشفى بولمان دادس (تنغير) بحلول 2027. كما أشار إلى تأهيل أزيد من 100 مركز صحي للقرب، 83 منها أصبحت جاهزة وتستقبل المرتفقين.
أما في قطاع التعليم، فكشف أخنوش عن إرساء 428 مدرسة رائدة بالجهة، مع تواصل الأشغال لإحداث “مدينة المهن والكفاءات” المرتقب افتتاحها السنة المقبلة، لتعزيز فرص التكوين والتشغيل لشباب المنطقة.
مرسخاً إيمان حزبه بأن التنمية تمر عبر البنية التحتية، أبرز رئيس “التجمع” إنجاز 1645 كيلومتراً من الطرق لفك العزلة، مع العمل الجاري لتقليص الفوارق المجالية ضمن برامج التنمية الحكومية القطاعية.
وبشأن القطاع الفلاحي الذي يشكل عصب اقتصاد الجهة، لفت المتحدث إلى تجهيز 76 ألف هكتار بالسقي بالتنقيط، وإنشاء “سد قدوسة” لسقي 5000 هكتار، باسطاً أرقاماً دالة على تطور الإنتاجية، حيث ارتفع إنتاج التفاح بـ 73 في المائة (256 ألف طن بميدلت وحدها)، مع توقع وصول إنتاج التمور إلى 160 ألف طن هذه السنة بفضل توسيع واحات النخيل ببوذنيب.
وفي قطاع السياحة، أكد أخنوش استثمار مؤهلات المنطقة عبر رفع عدد الرحلات الجوية بنسبة 14 في المائة، وإطلاق برنامج لتثمين القرى السياحية (مثل قصر آيت بن حدو التاريخي والمصنف كتراث)، إضافة إلى إعادة فتح وتأهيل الفنادق المغلقة، حيث تم تأهيل 11 فندقاً حتى الآن.
وأشار رئيس الحكومة إلى دينامية الاستثمار الصناعي عبر إنشاء مناطق للأنشطة الاقتصادية، أبرزها المنطقة الصناعية “تاردة” بالرشيدية، متعهداً بدعم مشاريع تثمين المعادن والتمور لخلق فرص شغل قارة، خاصة أن دعم المقاولات الصغرى بنظام خاص ضمن ميثاق الاستثمار شهدته الرشيدية نونبر الماضي.
ولم يختتم رئيس الحكومة خطابه دون توجيه دعوة صريحة للمنتخبين بضرورة “البقاء في الميدان والاستماع الدائم لنبض الشارع”، في إشارة إلى دور الأحزاب في تأطير المواطنين والتعريف بمشاريع التنمية، كما ورد في الخطاب الملكي لشهر أكتوبر 2025.
كما دعا عموم المواطنين، والشباب خاصة، إلى الانخراط الفاعل في العملية الديمقراطية وممارسة حقهم في الاختيار عبر التسجيل في اللوائح الانتخابية، معتبراً ذلك “حقاً دستورياً ووسيلة أساسية لاختيار من يمثل أولوياتهم بوعي وحرية، لاستكمال مسار بناء مغرب الكرامة وتكافؤ الفرص”.

