جريدة العاصمة
أشرفت ليلى بنعلي، وزيرة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة، على توقيع حزمة من الاتفاقيات المحورية التي تهدف إلى وضع جهة الداخلة-وادي الذهب على خارطة الابتكار العالمي كمركز متقدم للطاقة النظيفة والسيادة الرقمية.
مراسيم التوقيع، التي جرت في ولاية الجهة بحضور الوالي ورئيس مجلس الجهة والوزيرة المنتدبة المكلفة بالانتقال الرقمي، لم تكن مجرد إجراءات شكلية، بل تمثل انطلاقة لتنفيذ مشاريع ذات بُعد استراتيجي وطني وإفريقي. وتهدف هذه الاتفاقيات الثلاث إلى صهر مجالي الطاقة المتجددة والرقمنة في بوتقة واحدة لتشكيل اقتصاد المستقبل بالمنطقة.
الاتفاقية الأولى أعلنت عن ميلاد تجمع “جزري نت” (JAZARI NET)، الذي سيكون بمثابة مختبر وطني وإفريقي للبحث والتطوير. يركز التجمع على استغلال الذكاء الاصطناعي والرقمنة لخدمة تحديات الانتقال الطاقي، وتطوير حلول تطبيقية في مجالات حيوية مثل الهيدروجين الأخضر، و تحلية مياه البحر المعتمدة على الطاقة النظيفة، والشبكات الكهربائية الذكية والنجاعة الطاقية.
أما الاتفاقية الثانية فترتكز على الدعم المباشر لمشاريع الهيدروجين الأخضر والطاقات المتجددة في الجهة. يركز هذا المحور على تطوير البنية التحتية الأساسية، بما في ذلك تعزيز الربط الطاقي للجهة.د، وتوفير الطاقة اللازمة لعمليات تحلية المياه الضخمة، وتغذية مراكز البيانات، مما يضمن أداءً طاقياً مثالياً على المستويين المحلي والوطني.
الاتفاقية الأبرز، وهي الثالثة، تضع الداخلة في قلب المشهد الرقمي الإفريقي عبر تطوير “مراكز بيانات خضراء” تعتمد كلياً على الطاقة النظيفة. هذه الخطوة تمثل هدفاً مزدوجاً يتمثل في تعزيز السيادة الرقمية للمغرب وحماية بياناته و تعزيز استقطاب الاستثمارات الأجنبية في مجالات الحوسبة السحابية والمتقدمة.
ويتوقع لهذه المراكز أن تخلق فرص شغل عالية القيمة وتُرسخ موقع الداخلة كمنصة رقمية إفريقية رائدة، مما يعزز قدرتها التنافسية كمركز للتطوير والبحث والاستثمار.
وتُشكل هذه الشراكات خطوة لا تعزز فقط مكانة الداخلة ضمن المنظومة الوطنية للطاقة والرقمنة، بل تفتح الباب أمام مشاريع مبتكرة من شأنها أن تجعل المنطقة نموذجاً للتنمية المستدامة والتكامل بين الطاقة النظيفة والتحول الرقمي.

