جريدة العاصمة
تتفاقم معاناة ساكنة أحياء مبروكة، عين هارون، وكريان الحجوي بمقاطعة المرينيين بمدينة فاس، بسبب التدهور المقلق في جودة الخدمات الصحية الأساسية المقدمة لهم، وأشار موكنون من هذه المناطق إلى أن المراكز الصحية المحلية تعيش على وقع إهمال جسيم ينعكس سلبًا على صحة المواطنين، خاصة الأطفال الأكثر ضعفًا، ويأتي في صلب هذه الإشكالية، الضعف الشديد في أداء طبيب الحي بفضل إكراهات كثيرة، والذي أضحى مثار شكاوى متزايدة بسبب ما يوصف بالكوارت التي تقع داخل هذه المؤسسات.
وأبرزت ذات المصادر أن ملف تلقيح الأطفال يعد أخطر تجليات هذا الإهمال، فقد عبّرت العديد من الأسر، وبخاصة النساء، عن صدمتها إزاء الخروقات الزمنية الفادحة في جدول التلقيحات الإلزامية، وفي مثال صادم، تم الكشف عن حالات لأطفال تجاوزوا عامهم الأول (12 شهرًا) لم يتلقوا بعد جرعات لقاحات ضرورية كان يجب إعطاؤها لهم في عمر الستة أشهر (6 أشهر)، هذا التأخير غير المبرر في برامج التلقيح حسب ذات المصادر يُعد استهتارًا مباشرًا بصحة وحياة الرُضع، وخرقًا فاضحًا لأدنى المعايير الوقائية المطبقة عالميًا في مجال صحة الطفل، مما يطرح علامات استفهام كبرى حول مدى التزام المرافق الصحية بالبروتوكولات العلاجية.
وفي مواجهة هذا الوضع الكارثي، أطلقت فعاليات مدنية نداءا إلى الجهات المسؤولة بوزارة الصحة، مطالبين بالتدخل العاجل لفتح تحقيق معمق في أداء هذه المراكز الصحية، التي تفتقر إلى أدنى مستويات تطبيق العلاجات والبرامج الوقائية، وشددت المطالب على ضرورة وضع حد لهذا الإهمال الذي يهدد مستقبل الأجيال القادمة، والعمل على إعادة هيكلة وتأهيل الخدمات الطبية لضمان حق أبناء المنطقة في رعاية صحية لائقة ومطابقة للمعايير الوطنية والدولية.

