جريدة العاصمة
تتفاقم الأزمة المعيشية اليومية لساكنة جماعة ويسلان بمدينة مكناس جراء الخناق الحقيقي الذي يفرضه قطاع النقل العمومي، حيث تعاني الساكنة، وبشكل خاص فئتا التلاميذ و الطلبة والموظفين، من شح كبير في عدد حافلات النقل الحضري. هذا النقص الحاد لا يتسبب فقط في تأخيرهم وتعطيل مصالحهم، بل يدفعهم اضطرارياً للبحث عن بدائل نقل أخرى، ما يرتب عليهم أعباء مالية إضافية باهظة، ترهق كاهل شرائح واسعة لا تستطيع تحمل هذه التكاليف اليومية المتكررة.
ولا تقتصر معاناة النقل على الربط بمدينة مكناس فحسب، بل تمتد لتشمل التنقل داخل الأحياء المترامية الأطراف بجماعة ويسلان نفسها. فالغياب التام لخدمة سيارات الأجرة الصغيرة المخصصة للربط بين هذه الأحياء المتباعدة كيلومترات، خلق فراغاً استغلته فوضى النقل السري، فباتت خدمات “الخطافة” والدراجات النارية ثلاثية العجلات هي الوسيلة الشبه وحيدة لنقل الأسر والأفراد، في وضع يفتقر لأدنى شروط السلامة والأمان القانوني للمسافرين، مشكلاً بذلك خطراً حقيقياً على سلامة المواطنين.
لطالما ظلت قضية فك العزلة عن جماعة ويسلان وحل معضلة النقل بها مادة دسمة في الحملات الانتخابية، إلا أن وعود المرشحين لم تترجم على أرض الواقع وظل الوضع على حاله يراوح مكانه، هذه الأزمة المستفحلة تتطلب تحركاً جذرياً وفورياً، بعيداً عن التجاذبات السياسية، ولهذا، تتصاعد مطالب السكان الموجهة إلى سلطات الإقليم بضرورة التدخل العاجل والحاسم لإيجاد حلول مستدامة تضمن حقهم في تنقل كريم وآمن ينهي سنوات من المعاناة اليومية.

