جريدة العاصمة
تعيش ساكنة مقاطعة فاس المدينة حالة من الاستياء المتزايد جراء الرداءة الواضحة في جودة خدمات شركات الاتصالات العاملة بالمقاطعة (أورانج، إنوي، واتصالات المغرب)، ففي الوقت الذي تتسابق فيه هذه الشركات لتدعيم شبكاتها بالتقنيات المتقدمة وخصوصاً تكنولوجيا الجيل الخامس (5G)، تجد ساكنة المدينة العتيقة أنفسهم يعانون من هشاشة البنية التحتية للاتصالات وتغطية ضعيفة ومتكررة الانقطاع، هذه الفجوة بين الوعود التكنولوجية والواقع المعيش تثير تساؤلات حول التزام الشركات تجاه زبنائها في هذه الأحياء التاريخية.
ويترسخ هذا الغضب لدى المواطنين بسبب اضطرارهم إلى تسديد الفواتير الشهرية كاملة مقابل خدمات غالباً ما تكون معطلة أو دون المستوى المطلوب، هذا الوضع يمثل، بحسب فعاليات مدنية، خرقاً واضحاً لبنود العقد المبرم بين المستهلك وشركات الاتصالات، حيث يدفع الزبون ثمن خدمة لم يستفد منها بالكامل، إن الإلزام بالدفع رغم تكرار ضعف وانقطاع الخدمة يزيد من منسوب الاحتقان الشعبي ويدفع نحو المطالبة بمسؤولية أكبر من لدن هذه المؤسسات.
وفي سياق هذا الغضب، رفعت فعاليات مدنية صوتها عالياً مطالبة شركات الاتصالات بضرورة التدخل العاجل لتجديد وتقوية البنية التحتية عبر مد قنوات ربط حديثة في الأحياء والشوارع، مؤكدة أن تحسين جودة الخدمات والوفاء بالالتزامات التعاقدية أمام المواطنين لم يعد خياراً، بل هو ضرورة قصوى لضمان حق الساكنة في الاستفادة من خدمات اتصال ذات جودة تليق بالتطور التكنولوجي الحالي.

