جريدة العاصمة
تتجسد في جماعة كيكو بإقليم بولمان، صورة واضحة للتباين بين الوعود التنموية والواقع المعيشي الصعب، حيث تعاني الجماعة من تهميش هيكلي يطال البنية التحتية الأساسية، حيث تُعد الأوضاع البيئية والصحية من أبرز الإشكالات؛ فـانتشار مياه الصرف الصحي (الواد الحار) في العراء يمثل خطرًا صحيًا وبيئيًا خطيرا على الساكنة، يُضاف إلى ذلك هشاشة شبكة الطرق والمسالك، التي تزيد من عزلة المنطقة، لا سيما في الظروف المناخية الصعبة، مما يعيق بشكل مباشر حركة الأفراد والنشاط الاقتصادي المحلي.
ويُعزز من إحساس الساكنة بالإهمال الغياب الملحوظ للمرافق الاجتماعية والثقافية والصحية اللازمة، هذا الفراغ الخدماتي يحرم المواطنين من أبسط حقوقهم في الولوج إلى خدمات الرعاية الأساسية والأنشطة المجتمعية، مما يفاقم من مظاهر الهشاشة الاجتماعية، وتتحول كيكو، بهذا الواقع، إلى نموذج حي لمناطق يُنظر إليها غالباً كخزان للأصوات الانتخابية، حيث يقتصر الاهتمام بها على المواسم السياسية، بينما تتوارى قضاياها التنموية الحقيقية عن الأجندة المحلية والإقليمية في باقي الأوقات.
ويفرض هذا التدهور المتواصل في كيكو، من ضعف المرافق الصحية إلى غياب شبكات الصرف الصحي، ضرورة تدخل عاجل ومساءلة شاملة لجميع الفاعلين المحليين والإقليميين عن تقصيرهم في تحقيق العدالة المجالية، إن حالة التهميش المستفحل لا تعكس فقط إخفاقاً في تنفيذ المشاريع، بل تثير تساؤلات جدية حول فعالية التدبير المحلي وواقع الحوار المجتمعي، وسط شعور متزايد لدى الساكنة بالاستغلال الانتخابي دون خدمات فعلية على الأرض.

