جريدة العاصمة
عقدت الكتابة الإقليمية لحزب العدالة والتنمية يوم أمس الجمعة 7 نونبر 2025 بمدينة فاس اجتماعها الدوري، متزامناً مع احتفالات الشعب المغربي بالذكرى الخمسين للمسيرة الخضراء، وفي مستهل بيانها الذي تتوفر جريدة العاصمة على نسخة منه، هنأت الكتابة الإقليمية العاهل المغربي الملك محمد السادس والشعب قاطبة بالانتصارات الدبلوماسية الأخيرة للقضية الوطنية، التي توجت بالقرار التاريخي لمجلس الأمن الداعم الصريح لمقترح الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية.
وانتقل البيان إلى رصد الدينامية التنظيمية والسياسية الحقيقية التي يعيشها الحزب عبر ورش مؤتمراته المحلية، مؤكداً على جاهزية أعضائه للاستحقاقات المقبلة وعزمهم على مواصلة النضال من أجل تكريس الديمقراطية والتصدي للشوائب التي تعرقل المسار الديمقراطي، وكانت النقطة الأبرز في البيان توقف أعضاء الكتابة على الوضع الكارثي لتدبير الشأن الترابي بجماعة فاس، حيث وجه الحزب اتهامات مباشرة لرئيس المجلس الحالي وأغلبيته بالتدني المتواصل على مستوى خدمات القرب، وعرقلة الاستثمارات الصغرى، وضعف أداء المرافق الجماعية، مشيراً إلى أن هذه المظاهر طبعت تدبير الشأن العام المحلي منذ تولي الرئيس الحالي وأغلبيته مسؤولية تسيير المدينة.
وذهب البيان إلى حد اتهام صريح، مؤكداً أن المدينة تعطلت فيها مصالح المواطنين وتراجعت عجلة التنمية، فيما تكاثرت فضائح الرئيس وجزء من أغلبيته، حيث ساد منطق الهمزة والغنيمة وتغليب المصالح الخاصة على حساب المصلحة العامة.
واستشهد البيان بما شهدته الدورة الأخيرة لمجلس جماعة فاس المنعقدة في 7 أكتوبر، والتي انعقدت على مدار أربع جلسات، ليس لغنى جدول أعمالها، وإنما نتيجة الخلافات والتشرذم التي تعرفه الأغلبية، ووصف البيان المشهد بتبادل الاتهامات حول نقاط لا تعود أصلاً بالنفع على المدينة.
في المقابل، نوّه الحزب بدور المعارضة التي “طبفضل يقظتها وحسها الترافعي تمكنت من التصويت بالرفض على مشروع ميزانية الجماعة لسنة 2026 في الدورة العادية لأكتوبر، مرجعاً سبب الرفض إلى عدم استجابة الميزانية لحاجيات الساكنة وإغراقها بالاعتمادات المالية المخصصة للتسيير كالاطعام والاستقبال والحفلات وكراء السيارات، في ظل غياب برامج التجهيز والنهوض بالبنيات التحتية.
وأكد البيان أن الأغلبية اختتمت أشغال الدورة دون حضور مكوناتها، على إيقاع تبادل الاتهامات ومحاولة التهرب من الحصيلة الصفرية، مما اضطر الرئيس إلى الدعوة لدورة استثنائية لمناقشة الميزانية مجدداً، غير أنه فوجئ بتهرب مكونات الأغلبية من حضور الجلسة الأولى لعدم اكتمال النصاب.
ووصف الحزب هذه الصورة بالمشوهة التي أساءت لسمعة المدينة وخدشت الممارسة الديمقراطية، وكشف البيان أنه تم اللجوء إلى تدخل وضغط من جهات إلى جانب المنطق المفضل للرئيس في التسيير المبني على الترضيات وتلبية بعض المطالب الخاصة والاستعانة بتنظيم ولائم وليالي بفنادق معروفة لحشد الحضور للجلسة الثانية، حيث تمت المصادقة على نفس المشروع الأصلي مع تغييرات تخدم مصالح سياسوية ضيقة.
وبناءً على هذه المعطيات، خلصت الكتابة الإقليمية إلى إصدار جملة من المواقف أبرزها، التنويه بالعمل الجاد والترافع القوي لمنتخبي ومنتخبات الحزب بمختلف المجالس في التصدي للخروقات، وتحميل المسؤولية الكاملة لرئيس مجلس جماعة فاس وأغلبيته عن مظاهر الفشل التي يعرفها تدبير الشأن الترابي، وتجديد الدعوة لرئيس مجلس جماعة فاس لتقديم استقالته والاعتذار لساكنة فاس عن الأخطاء والفضائح السياسية التي راكمها هو وأغلبيته.

