تتفاقم أزمة النقل المدرسي في فرعيات جماعة سكورة أمداز بإقليم بولمان، لتلقي بظلالها الثقيلة على المسار التعليمي لعشرات التلاميذ، الذين يجدون أنفسهم أمام تحدٍّ يومي صعب للوصول إلى مدارسهم وفرعياتهم، هذه الأزمة، التي طال انتظار حلها، تتجلى في غياب أو نقص حاد في وسائل النقل المخصصة للتلاميذ القادمين من الدواوير والمناطق النائية، مما يضطرهم إلى قطع مسافات طويلة سيراً على الأقدام، في ظروف مناخية تزداد قسوة مع حلول فصل الشتاء، وتُشير المصادر إلى أن المعاناة تصل ذروتها مع انخفاض درجات الحرارة وتساقط الأمطار، ما يُهدد حق هؤلاء التلاميذ في متابعة تعليمهم بشكل طبيعي.
وفي ظل هذا الوضع المقلق، ارتفعت الدعوات الموجهة إلى مختلف الجهات المسؤولة من أجل التدخل العاجل لإنهاء معاناة تلاميذ المنطقة، ويُحمّل فاعلون محليون مسؤولية هذا التعطيل للمسار التعليمي لكل من المجلس الجماعي بسكورة أمداز والمجلس الإقليمي ببولمان، وتطالب الأصوات المحتجة بضرورة وضع لضمان توفير حافلات نقل مدرسي كافية، وبشكل يراعي خصوصية المنطقة الجغرافية والظروف الاجتماعية للأسر، مؤكدين أن الأزمة باتت تتطلب أكثر من مجرد وعود.
ويظل رهان تجاوز هذه الأزمة مرتبطاً بمدى التزام الجهات المنتخبة والمعنية بتحمل مسؤولياتها كاملة، عبر تفعيل شراكة مؤسساتية فعالة، فالخروج من هذا المأزق يتطلب تنسيقاً قوياً بين السلطات المحلية والإقليمية وجمعيات المجتمع المدني، يهدف إلى رصد الموارد اللازمة وتخصيصها بشكل استعجالي لحل مشكل التنقل، ويعتبر المراقبون أن توفير خدمة النقل المدرسي ليس امتيازاً، بل حق أساسي يضمن تكافؤ الفرص في التعليم ويساهم في محاربة الهدر المدرسي، لاسيما في المناطق القروية التي تُعتبر الأكثر هشاشة.
