جريدة العاصمة
تجد عشرات الأسر القاطنة بدوار عين سمانية، التابع لجماعة أحد مسيلة بإقليم تازة، نفسها في عزلة تنموية عميقة، رغم بلوغ سنة 2025 التي تتميز بالذكاء الاصطناعي وتقدم وسائل النقل كالـتي جي في والترامواي، في هذا السياق وجهت ساكنة هذا التجمع السكني نداءا للتنديد بما وصفوه بالتهميش والحكرة بسبب غياب أبسط شروط العيش الكريم، المتمثلة في مسلك طرقي لا يتجاوز طوله 2.5 كيلومتر وشبكة للماء الصالح للشرب، وركّزت الساكنة، على أن مطلبهم لا يتعدى تعبيد هذا المسلك، ولو بـمادة التوفنة(الحصى المكسر)، وهو إجراء زهيد التكلفة مقارنة بحجم المعاناة الإنسانية.
وتبرز هذه الأزمة التي يفرضها غياب الطريق المعبدة في صعوبة نقل الحالات المرضية، خاصة المستعجلة، إلى المستشفى، حيث تتحول رحلة العلاج إلى مأساة قد تهدد حياة المرضى والأطفال والشيوخ على حدٍ سواء، ولا يقتصر التذمر على العزلة الطرقية، بل يمتد إلى الحرمان من الماء الشروب، وهو حق أساسي تستفيد منه دواوير مجاورة ومناطق أخرى، حيث طالبت الساكنة بحلول معقولة وعملية وإنسانية لتوفير المياه، سواء عبر السقايات الجماعية أو أي بدائل تضمن كرامتهم، مشبهين رحلتهم اليومية لجلب المياه بـ أسطورة سيزيف الذي يحمل صخرته بين السفح والجبل.
وفي ختام شكواها، حمّلت الساكنة المجلس الجماعي لأحد مسيلة المسؤولية الكاملة والمباشرة عن عدم إيجاد حل لهذا الملف الاجتماعي من الدرجة الأولى، البسيط في تكلفته لكنه بالغ الأهمية في نتائجه، وناشدت عامل الإقليم، بصفته المسؤول الأول، للتدخل بشكل عاجل لإنصافهم، ووضع حد للمعاناة اليومية الناجمة عن الافتقار إلى الطريق والماء، ورفع ضرر التفاوتات المجالية بالجماعة.

